مع اقتراب وصول المبعوث الاميركي وليام بيرنز الى الاراضي الفلسطينية واسرائيل الخميس، وقبله مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان للتمهيد لتنفيذ "خطة الفصل" للانسحاب الاسرائيلي من غزة، طلب رئيس الحكومة آرييل شارون من الوكالة اليهودية المساعدة في نقل المستوطنين المقيمين في غزة الى الجليل وصحراء النقب، في حين اصدرت السلطات الاسرائيلية امراً بتفكيك مستوطنة "غفعات هاروح" الضخمة شمال الضفة الغربية في الايام المقبلة. راجع ص 4 و5 جاء ذلك في وقت جددت "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" شروطها لاعلان هدنة. وقال قائدها في جنين زكريا الزبيدي ان هذه الشروط تتضمن الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية، واطلاق كل الاسرى، ورفع الحصار على الرئيس ياسر عرفات، موضحاً ان وثيقة بهذا المعنى انجزت مساء اول من امس وارسلت الى عرفات ورئيس الوزراء احمد قريع. من جهته، اوضح الناطق باسم "الكتائب" ابو محمود انها تريد الحفاظ على استقلاليتها، و"لا تريد ان تصبح جزءاً من الاجهزة الامنية". تتزامن هذه الاجواء مع تحرك ديبلوماسي مصري يبدأه سليمان غداً في الاراضي الفلسطينية واسرائيل حيث يسعى الى الحصول على دعم من الطرفين للمبادرة المصرية والتدخل الامني في غزة والاتفاق على نشر "قوة متعددة الجنسيات" في القطاع تتولى بصفة اساسية تأمين "مطار غزة ومينائها منعا لاي حساسيات"، في اشارة الى رغبة اسرائيل في الحصول على ضمانات بعدم استخدام منافذ غزة لتهريب السلاح. وفي هذا السياق، اعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه بعد محادثاته في القاهرة ان بلاده مستعدة للمشاركة في الوقت المناسب في "وجود دولي" في غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي. وابدى دعما لسيطرة الفلسطينيين على القطاع وانعاش عملية السلام. ومن المقرر ان توفد مصر مبعوثاً رفيع المستوى الى واشنطن لاستكمال المشاورات والحصول على مساندة للمبادرة المصرية وتنفيذ "خريطة الطريق". وافادت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان "المؤشرات الحالية تكشف عدم حماس الادارة الاميركية لدعم جهود مصر، اذ ان ادارة الرئيس جورج بوش تخشى التورط في هذه العملية خوفاً من ان تسفر الجهود عن فشل يضاف الى مصاعب بوش قبل الانتخابات بأشهر". وفي القدسالمحتلة، قال شارون في حفلة في ساعة متقدمة من ليل الاحد - الاثنين لمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس الوكالة اليهودية ومئة عام على وفاة الزعيم اليهودي ثيودور هرتسل ان "الحكومة طلبت من الوكالة اليهودية مساعدتها على نقل مستوطني قطاع غزة للسكن في منطقتي الجليل والنقب". واضاف شارون الذي اشاد بالوكالة التي ساهمت في استقدام ملايين اليهود الى اسرائيل: "ان تاريخ الوكالة يعكس حكاية تحقيق الحلم الصهيوني باقامة دولة لليهود في فلسطين رغم جميع الصعاب". واعتبر ان عملية نقل اليهود التي ربما تساعد فيها الوكالة، تمثل "تحدياً كبيراً للوكالة"، مضيفاً: "انني واثق بأنها ستجتازه وتحققه".