وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاستفتاء الذي سيجرى في بلاده للموافقة على الدستور الأوروبي، ب"معركة شرسة بين الواقع والتقليد"، وأعلن أنه لن يخوض الجدل في شأنها بسرعة من خلال الدعوة إلى إجراء استفتاء في القريب العاجل والذي تطالب به أحزاب المعارضة. وأصر بلير على أن رفض البريطانيين الدستور "ضرب من الجنون". في المقابل، شبه روبرت كيلروي سيلك ممثل حزب الاستقلال البريطاني في البرلمان الأوروبي الدستور الجديد بورقة السلام الخدعة التي لوح بها تشامبرلين لألمانيا وقال: "اليوم يهلل بلير للدستور الذي يقول إنه جيد وحافظ فيه على سيادة البلاد، في حين أنه يمثل بداية العد العكسي لنهاية بريطانيا كأمة مستقلة". وقلل بلير من أهمية نتيجة استطلاع جديد للرأي، أظهر أن نسبة 49 في المئة منهم يرفضون الدستور، في مقابل 23 في المئة يؤيدونه، وأصر على أن النتيجة تعكس وجهة نظر غير صحيحة. وفي فرنسا، أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن الدستور الجديد يصب في مصلحة أوروبا وفرنسا التي يمنحها صوتاً أوضح، في وقت كشف استطلاع للرأي أن نسبة 66 في المئة من الفرنسيين تؤيد الدستور في حال طرح في استفتاء. إلا أن تصريحاً للنائب جاك ميار عكس انقسام حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الحاكم تجاه الدستور، إذ أعلن أنه يجعل فرنسا "إقليماً" في أوروبا. وفي كرواتيا، رفع رئيس الوزراء إيفو سانادر علم الاتحاد الأوروبي في الميدان الرئيسي للعاصمة زغرب غداة ترشيح بلاده لعضوية الاتحاد والذي وصفه ب"نجاح تاريخي". البابا ينتقد غياب ذكر الدين على صعيد آخر، انتقد البابا يوحنا بولس الثاني مجدداً امس، الدستور الاوروبي الجديد بسبب عدم تضمينه اشارة واضحة الى الجذور المسيحية لاوروبا. وقال في عظته في الفاتيكان: "اشكر بولندا التي ظلت وفية في المؤسسات الاوروبية للدفاع عن الجذور المسيحية لقارتنا التي نشأت منها الثقافة والتقدم المدني الحديث". وأفاد صحافيون انه ادلى بهذه الكلمات بحزم واستياء ظاهر. وحاولت بولندا وايطاليا الحصول على ذكر للمسيحية في مشروع الدستور الاوروبي. الا ان معارضة عدد كبير من الدول، ومن بينها فرنسا، كانت قوية جداً، فغاب ذكر الجذور المسيحية. وأعرب مسيحيون آخرون عن خيبة املهم لذلك، فيما رحبت تركيا بالصيغة الحالية للدستور.