توجت نادين نجيم ملكة لجمال لبنان لعام 2004 ليل أول من أمس في اختتام برنامج Miss Lebanon 2004 الذي قدم على نمط تلفزيون الواقع. وحلت لاميتا فرنجية وصيفة أولى، وسينتيا سعادة وصيفة ثانية، في آخر سهرات "البرايم" التي شهدت منافسة المتسابقات الست الأخيرات على اللقب وسط أجواء درامية وكوميدية. السهرة الأخيرة لم تختلف كثيراً عن سهرات البرنامج السابقة التي تابعها المشاهدون على مدى نحو شهر ونصف مساء كل جمعة. "التابلوهات" الراقصة جميلة كما كانت دوماً، وعروض المتسابقات بثياب البحر وثياب السهرة لم تختلف كثيراً، وكذلك كانت أسئلة لجنة التحكيم. حتى الجمهور لم يختلف كثيراً، إذ زاد عدده في شكل واضح، ووقف بعضهم في آخر المدرج إذ لم يعد يتسع المكان للمزيد. لم يختلف أيضاً تحيز الجمهور لمتسابقة على حساب أخرى، فلكل مجموعة جاءت الى البرايم لتسهر مع ضيفة الليلة الفنانة نوال الزغبي، "ملكة" خاصة بها. الاختلاف هذه المرة كان في مدى تدخل لجنة التحكيم في اختيار المتسابقة التي ستحمل لقب ملكة الجمال، بإعطائها الحق في تحديد ثلاثة أرباع العلامة، واقتصار دور الجمهور على الربع الأخير، على عكس السهرات السابقة التي كان فيها القول الفصل للجمهور عبر تصويته. الجديد في السهرة أيضاً كان تواجد مشاركات سابقات في مسابقات ملكة جمال لبنان منذ العام 1995. وجاء جلوسهن في أول صفوف المدرج الذي غص بالجمهور، غريباً وغير مبرر، بخاصة أن ما قاموا به طوال السهرة اقتصر على الغناء وآخرها "بلاي باك" أغنية ملكة جمال لبنان مع مشاركات هذا العام. بعضهم تساءل: "هل هذا تذكير للمتسابقات بمصيرهن مستقبلاً؟". فوجود "الجميلات السابقات" أثرى الاستوديو بأضواء "فلاشات" الكاميرات التي ظلت تلتقط صور عدد من الفضوليين إلى جانب "الجميلات النائمات"، من دون أي دور فعلي لهن. طال وقت البرنامج. لكن مشهداً بعث الروح في الجمهور المتسمر على مقاعد المدرج غير المريحة. بدأ المشهد باصطفاف المشتركات في مسابقة هذا العام. وهبت حمية الجوائز ذات الأسماء الغريبة رشاقة، أناقة وغيرها ملفوظة بالانكليزية في ما بينهن يوزعنها على أنفسهن، على طريقة الانتخابات المعروفة نتائجها سلفاً! فالمشاركات وزعن الجوائز وأخذنها بكل بساطة، ووسط تصفيق الجمهور الذي كان يردد اسم الفائزة بالجائزة التالية من دون معرفته لأساس إعطائها إياها، ولكن لمعرفته المسبقة بأنها ستأخذ الجائزة، باعتبارها تقف الى جانب التي "ربحت" الجائزة السابقة! مشهد كوميدي جميل المشهد الكوميدي الجميل أعاد إلى جمهور الاستوديو بعضاً من وعيه، فتذكر أن في نهاية السهرة متسابقة ستتوج بتاج الجمال اللبناني من ملكة جمال العام الماضي ماري جوزيه حنين. بدأت التصفية النهائية وإعلان اسم الفائزة بعد فاصلين إعلانيين عبر الجمهور عن ضيقه لطولهما. في النتائج، حلت نسرين زريق سادسة، وسبقتها كل من ألين وطفا وساندرا صايغ خامسة ورابعة على التوالي، فيما حلت سينتيا سعادة وصيفة ثانية، لتقف لاميتا فرنجية إلى جانب نادين نجيم، ولتعلن مقدمة البرنامج عن فوز نجيم باللقب. إلى هنا قد يبدو كل شيء عادياً. لكن الوصيفة الأولى أبت أن تنهي سهرات البرايم من دون مشهد كوميدي جديد يضاف إلى ما كان الجمهور يشاهده عبر القناة الفضائية للمسابقة طيلة ساعات الليل والنهار على مدى ستة أسابيع. حس الكوميديا طغى على كل شيء عند الإعلان عن النتيجة بمغادرة لاميتا المسرح، رافضة حتى تسلم هداياها، أو تقبل التهاني أو تهنئة الفائزة. تصرف غريب من متسابقة كانت ستبدأ لو فازت باللقب بتحمل مسؤوليته والقيام بنشاطات اجتماعية وبيئية أو ما إلى هنالك. انسحاب احتجاجي وعلى رغم أن نجيم توجت ملكة للجمال، فإن الجمهور ظل يتحدث عن لاميتا أكثر، حتى بعد حصولها على المرتبة الثانية. فعدد من صديقات الوصيفة الغاضبة التي كانت مرشحة للفوز باللقب، وربما في رأيها الشخصي كما نستشف من انسحابها الاحتجاجي، تجمعن خارج الاستوديو يسألن الواقفين عن لاميتا التي كانت تعد نفسها للقب وهل رأوها تغادر بالسيارة؟ كن يسألن والدموع تنتظر قليلا لتسقط من أعينهن، حزناً على مفارقة التاج لرأس لاميتا. هي لاميتا فقط، من دون تعريف أكثر ومن دون لقب "الملكة" الذي انتظرنه لها كثيراً. فهل من أحد لا يعرفها، سواء في الاستوديو أو خارجه وهي التي كانت في الأيام الأخيرة حديث الشارع اللبناني الذي عدها "الملكة" المقبلة لعرش جماله؟ أكد خروج الوصيفة الأولى احتجاجاً على النتيجة أن ما كنا نراه هو الواقع بكل ما فيه من مطبّات وحفر وأزقة. هذا هو تلفزيون الواقع، بعيداً من القبل المزيفة والتهاني الباردة، وقريباً من الخروج الصارخ من المسرح احتجاجاً على نتيجة ديموقراطية، واستخفافاُ بكل الحاضرين ولجنة التحكيم والمشاهدين، الذين ضحكوا كثيراً على واقعهم.