تعيش بغداد على وقع اشاعات تنشر القلق والخوف وتحذر من ان مطلع تموز يوليو موعد نقل السيادة سيشهد بداية تدهور مريع في الوضع الامني. ويتحدث الناس عن توجيهات حكومية للموظفين بالحذر. علي حسين العبيدي، الموظف في وزارة الصحة، قال ان مستشفى الكندي الذي يعمل فيه ابلغه الغاء كل الاجازات، مطلع الشهر المقبل. في حين ذكرت الدكتورة حنان عبدالحسين في مستشفى اليرموك في بغداد، انها اضطرت الى الغاء خطة للسفر الى الشمال للاصطياف في تموز بعدما ابلغت حال طوارئ سيعلنها المستشفى مطلع الشهر ذاته، وقالت بشرى صالح الموظفة في مديرية تربية الكرخ، انها ستتمتع بإجازة شهراً بعد خفض عدد موظفي التربية الى اقل من الربع في تموز لتحاشي الخسائر البشرية نتيجة التفجيرات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة. موظف في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية فضل عدم ذكر اسمه، قال ان تعليمات أعطيت بتقليل عدد الموظفين الشهر المقبل لتفادي تعرضهم إلى اخطار. وأقرت اللجنة الوزارية للأمن الوطني بعد سلسلة اجتماعات حضر بعضها نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز اثناء زيارته العراق الاسبوع الماضي، والجنرال جون ابي زيد قائد عمليات المنطقة الوسطى والجنرال ريكاردو سانشيز قائد قوات "التحالف" في العراق، خطة لآلية تحريك هذه القوات داخل الاراضي العراقية بعد 30 حزيران يونيو تعززها خطة امنية تقضي بانتشار مكثف للأجهزة الامنية العراقية بما فيها الشرطة بمساندة وحدات من الجيش الجديد وقوات التدخل السريع بالاضافة إلى القوات المتعددة الجنسية للسيطرة على الوضع الامني خلال مرحلة انهاء الاحتلال وتسليم السيادة. وأكدت مصادر امنية مطلعة ان العراق سيشهد للمرة الاولى منذ الغزو خطة أمنية بجهد عراقي خالص. وكان وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان توعد "الارهابيين" و"المخربين" فيما ذكرت مصادر ان اللجنة الامنية استكملت وضع قانون للطوارئ تعلن بموجبه الاحكام العرفية. وانعكست اجواء القلق على الاسواق فبدأت تعاني شحاً في بعض السلع، نتيجة لجوء كثيرين من العراقيين الى تخزين المواد الغذائية. كما لجأت المصارف إلى اخفاء ارصدتها المالية والعينية في اماكن آمنة، واضطرت شركات عراقية وأخرى عربية وأجنبية إلى زيادة عدد حراسها. ويشير مصدر أمني عراقي الى معلومات شبه اكيدة تفيد بوجود "تعاون وثيق" بين ابي مصعب الزرقاوي الذي تبنى تفجيرات وبين حزب "البعث" وبعض الناشطين في جهاز المخابرات العراقي السابق. وزعمت معلومات ان لقاء جمع بين عزت الدوري والزرقاوي حضره نجلا ابراهيم وعدد من اتباع الطرفين. لكن ذلك يتناقض مع معلومات تفيد ان عزت ابراهيم وقع في قبضة القوات الاميركية قبل اكثر من ثلاثة شهور، لكنها "فضلت عدم الاعلان عن القاء القبض عليه في انتظار فرصة افضل، تخدم الحملة الانتخابية للرئيس جورج بوش".