تزايد الجدل في موسكو حول ضرورة تقليص حجم القوات الروسية العاملة في الشيشان مع انحسار تأثير الانفصاليين. وذكرت مصادر شيشانية ان تعداد المقاتلين الناشطين في الجمهورية تراجع الى ثلث التقديرات بداية العام الجاري، فيما تحدثت معطيات أمنية عن لجوء ابرز زعماء المقاومة الى دول اوروبية. ودعا اصلان بيك اصلاخانوف مستشار الرئيس الروسي الى "تقليص ملموس" لاعداد القوات الروسية المتمركزة في الشيشان، وقال ان الوقت حان لتسليم قوى الامن الداخلي الشيشانية مسؤولية حفظ الامن في الجمهورية بعد تراجع نشاط المقاومة في شكل ملحوظ. ورجح اصلاخانوف ان تسهم انتخابات الرئاسة المقررة نهاية آب أغسطس المقبل في تطبيع الاوضاع في الجمهورية. لكن ناطقاً عسكرياً نفى امس وجود خطط لتقليص الوجود العسكري الروسي في الشيشان، وقال ان الاوضاع لا تسمح في الوقت الحالي باجراء تعديلات في تعداد القوات الفيديرالية. وجاء تصاعد الجدل حول هذا الملف مع اعلان وزير الداخلية الشيشاني الو الخانوف ابرز المرشحين لرئاسة الجمهورية ان المعلومات المتوافرة تؤكد تراجع اعداد المقاتلين المتمركزين في المناطق الجبلية من الشيشان الى نحو 500 شخص. ويعادل هذا الرقم ثلث تقديرات موسكو لاعداد المقاتلين مطلع السنة الجارية. وذكر الخانوف ان عمليات ملاحقة المقاتلين حققت نتائج ملموسة على صعيد تقليص تأثيرهم في مختلف انحاء الجمهورية، وان عدداً كبيراً من الانفصاليين أبدوا أخيراً استعدادهم للتفاوض حول القاء السلاح والعودة الى الحياة المدنية. واشار في هذا الاطار الى محادثات تدور حالياً مع 20 من المقاتلين المتحصنين في المناطق الجنوبية من الشيشان اعلنوا رغبتهم في الاستسلام. من جهة اخرى، كشفت الاجهزة الامنية الروسية عن توافر معطيات تؤكد ان ابرز زعماء الانفصاليين تمكنوا من مغادرة الاراضي الشيشانية واللجوء الى دول اوروبية. وقال ناطق امني ان المعلومات تشير الى ان زعيم الانفصاليين اصلان مسخادوف غادر الاراضي الشيشانية منذ شهور الى وجهة غير معلومة فيما انتقل قائد اكثر الفصائل تشدداً شامل باسايف اخيراً عبر الاراضي التركية الى احدى الدول في القارة الاوروبية. وأوضح ان باسايف نقل في حال سيئة بعد تدهور وضعه الصحي جراء اصابة خطيرة تعرض لها خلال مواجهات وقعت قبل نحو عامين.