سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في التقرير السنوي ل"ميريل لينش"و"كاب جيميني"عن الثروات العالمية لسنة : 2004 : 7.7 مليون ثري في العالم يملكون 28.8 تريليون دولاروعدد أثرياء الشرق الأوسط ارتفع 2.4 في المئة في 2003
أظهر"تقرير الثروات العالمية لسنة 2004"، الذي نشرته دار الوساطة العالمية"ميريل لينش"وشركة"كاب جيميني إرنست آند يونغ"، في مؤتمر صحافي في لندن، أمس الثلثاء، انه كان هناك ما يقدّر ب7.7 مليون من الأثرياء في العالم في أواخر عام 2003، بزيادة 500 الف ثري عن عام 2002، أو ما نسبته 7.5 في المئة. وقال التقرير ان ثروات الأغنياء ارتفعت بنسبة 7.7 في المئة إلى 28.8 تريليون دولار أميركي، ما يعيدها إلى مستويات ما قبل انهيار سوق أسهم الانترنت دوت كوم قبل أربعة أعوام. ويُعتبر في صفوف الأثرياء اولئك الذين يملكون من الموجودات المالية ما لا يقل عن مليون دولار أميركي، من دون احتساب المنزل في خانة الاستثمارات العقارية، وفق التقرير. وبلغ عدد الأثرياء في الولاياتالمتحدة 2.27 مليون ثري في أواخر عام 2003، بزيادة 272 الفاً عن عام 2002، أو ما نسبته 14 في المئة. كما ارتفع عدد الأثرياء في الصين بنسبة 12 في المئة، وفي الهند بنسبة 22 في المئة. لكن عدد الأثرياء في أوروبا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية لم يسجّل سوى ارتفاع طفيف. وقال رئيس"المجموعة العالمية للعميل الخاص"في شركة"ميريل لينش"، جيمس غورمن:"كما في السنوات السابقة، كان الأثرياء سريعين في التجاوب مع الاتجاهات العالمية التي تؤثّر في مقدرتهم على المحافظة على ثرواتهم وإنمائها. فقد استفادوا من انتعاش قوي وثابت في أسعار الأسهم وتحسّن في الاقتصاد العالمي. وأظهر المستثمرون الأثرياء في الولاياتالمتحدةوالصينوالهند خصوصاً كفاءةً عالية في الاستفادة من هذه الاتجاهات على رغم الكثير من عدم اليقين الجغراسياسي". تأخر اوروبا وأشارت الدراسة إلى انه في الوقت الذي ارتفع عدد الأثرياء في آسيا وأميركا الشمالية، فإن أوروبا سجّلت زيادة طفيفة، حيث زاد عدد الأثرياء هناك بنسبة 2.4 في المئة إلى 2.5 مليون شخص. كما تزايد حجم الثروات في تلك المنطقة إلى 8.7 تريليون دولار أميركي. أمّا أوروبا ككلّ، فقد نمت ثرواتها أقلّ من أميركا الشمالية، وذلك"خصوصاً بسبب سياسات ضريبة الدخل التضييقية التي تعرقل القدرة على تجميع الثروات الشخصية". وتُستثنى في هذا المجال اسبانيا وروسيا وجمهورية تشيخيا، حيث ارتفع عدد الأثرياء"بسرعة أكبر". وذكر التقرير ان الأمور في أميركا اللاتينية بدت"أفضل ممّا كانت عليه في السنة السابقة". لكنّ النمو كان منخفضاً نسبياً في عدد الأثرياء وفي حجم الثروات، على رغم"المكاسب المثيرة"في أسواق الأسهم عبر المنطقة. وارتفع عدد أثرياء أميركا اللاتينية بنسبة 1.3 في المئة. إلا ان"متوسط حجم الثروة بالثري الواحد حافظ على تفوقه على أيّ منطقة أخرى". الشرق الأوسط أما عدد الأثرياء في الشرق الأوسط، فقد ارتفع بنسبة 2.4 في المئة العام الماضي، ويشكّل نسبة 0.8 في المئة من عدد أثرياء العالم. ويقدّر حجم الثروات الخاصة في منطقة الخليج بتريليون دولار في عام 2003. وأفاد"تقرير الثروات العالمية"ان الاتجاه نحو مواصلة الارتفاع في الثروات في العالم لن يتغيّر، وانه من المتوقع أن تنمو ثروات الأغنياء المالية بمعدّل 7 في المئة سنوياً، لتتجاوز 40 تريليون دولار أميركي سنة 2008. تحوّل نحو الأسهم واستفاد الأثرياء في عام 2003 من تحسّن الأسواق، إذ انهم حصدوا"أرباحاً مهمة"في الأسهم التي كانوا يملكونها، ومن التوظيفات الإضافية التي قاموا بها عندما استقرت الأحوال في السوق، على حد قول بترينا دولبي، نائبة الرئيس في شعبة الاستشارات المتخصّصة بالأوراق المالية في شركة"كاب جيميني". وأضافت دولبي:"كان الأثرياء بين المستثمرين الأولين الذين شرعوا في تحويل انتباههم من الأدوات المالية ذات الدخل الثابت الى الأسهم والمنتجات المتخصّصة والاستثمارات البديلة". وأشارت إلى ان المستثمرين الأثرياء زادوا توظيفاتهم في صناديق التحوّط والمنتجات ذات البنية الخاصة التي"أتت بعائدات جيدة وأحدثت توازناً في حقائبهم". يُضاف إلى ذلك ان الاستثمار في العقارات، على رغم كونه لا يُعتبر من الأصول السائلة،"إلا انه أثبت جاذبيته للعام الثاني على التوالي". من جهته، قال بوب دول، رئيس مديري الاستثمار في"ميريل لينش:"يبدو ان الأثرياء كانوا مصيبين في حكمهم عندما زادوا استثماراتهم في الأسهم، التي تفوّقت على غيرها من الأصول". وتابع قائلاً:"يُضاف إلى ذلك رأيهم الصحيح، عندما اتخذوا قراراً آخر وهو الاستثمار عالمياً وإعادة النظر في بنية حقائبهم من السندات، والاستثمار في السلع وغيرها من المجالات غير المترابطة وإعادة توظيف سيولتهم النقدية". وأشارت الدراسة إلى انه"يبدو ان المستثمرين الأثرياء أخذوا يتصرّفون كالمستثمرين المؤسساتيين، وأصبح من متطلباتهم ادارة المخاطر وتوزيع الأصول بطريقة ديناميكية والحصول على مشورة استثمارية موضوعية". وقال الفي ابواف، نائب رئيس"كاب جيميني"، المسؤول عن المشورة الاستثمارية في الأوراق المالية في أميركا الشمالية:"ثمة عدد متزايد من الأثرياء يعكس بنجاح تصرّف المستثمرين المؤسساتيين. وهذا يَظهر في متابعتهم لعملية بناء المحافظ الاستثمارية، ونشدان حلول متكاملة لتوظيفاتهم، لا شراء منتجات منعزلة، تاركين العاطفة جانباً في عملية الاستثمار". وأضاف ان"الأهداف المالية الأساسية نشأت بين عامي 2002 و2003 وتطوّرت حاضراً لتصل إلى الابتعاد عن التشديد على المحافظة على الثروة والتركيز على تجميع الثروة وتوزيعها". عبر الأجيال ولفت ابواف إلى ان"إدارة الثروة بالنسبة لعدد كبير من كبار الأثرياء أصبحت ممتدّة عبر الأجيال"، ما أدّى إلى طلب قوي على خدمات تُركِّز على تخفيف الضرائب وصيانة التركة وتخطيط الخدمات الخيرية. وأوضح ان ثمة عائلات من كبار الأثرياء راحت تنشئ"خطة المئة سنة"، يعامِلون من خلالها أعضاء العائلة"كأقسام في مؤسسة تجارية"تشدّد على أهداف عريضة مستلهمة من الشركات، كبيانات عن رسالة العائلة وتركيب إدارتها والتوجيهات لاستمرار التواصل بين أعضائها ومع الخارج.