سجلت ثروات الأغنياء العرب أعلى معدلات نمو في العالم بعد أفريقيا خلال العام الماضي، إذ ارتفع عدد أثرياء المنطقة العربية بنسبة 10.4 في المئة وقفز عددهم إلى 440 ألفاً. وازدادت ثرواتهم الإجمالية بنسبة 12.5 في المئة لتصل إلى 1.7 تريليون دولار. وأعلن تقرير لمؤسسة «ميريل لينش» أمس، أن حجم ثروات الأغنياء في العالم وعددهم، ارتفع إلى مستويات تجاوزت تلك المسجلة عام 2007 قبل اندلاع أزمة المال العالمية. وأشار التقرير، الذي شاركت مؤسسة «كابجيميني» في إعداده، إلى أن «عدد أثرياء العالم ارتفع بنسبة 8.3 في المئة العام الماضي ليبلغ 10.9 مليون ثري، وازداد حجم ثرواتهم بنسبة 9.7 في المئة، ليبلغ 42.7 تريليون دولار». وعلى رغم احتلال أثرياء أفريقيا صدارة لائحة أكثر المناطق نمواً في العالم، إلا أن غالبية أثرياء العالم وثرواتهم، ظلت متمركزة في شكل كبير في الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا، وبمعدل 53 في المئة من عدد أثرياء العالم الإجمالي، كما بقيت أميركا الشمالية اكبر المعاقل المنفردة لأثرياء العالم بنسبة 28.6 في المئة بواقع 3.1 مليون ثري. وفي المنطقة العربية، أكد رئيس «ميريل لينش» في منطقة الشرق الأوسط تامر رشاد، في مؤتمر صحافي عقده في دبي امس، ارتفاع عدد الأثرياء في السعودية والكويت والبحرين العام الماضي، ليبلغ في السعودية 113300 ثري بزيادة نسبتها 8.2 في المئة مقارنة بعام 2009، فيما وصل عددهم في البحرين إلى 6700 ثري بزيادة نسبتها 24 في المئة، في حين انخفض عددهم في الإمارات بنسبة 3.5 في المئة فقط إلى 52600 ثري. وتوقع أن تنضم السعودية إلى نادي اكبر 12 دولة من حيث عدد الأثرياء على مستوى العالم قريباً، «في حال حافظت على معدلات النمو في عدد أثريائها وحجم الثروات». وعلى رغم أن عدد أثرياء السعودية كان الأكبر في المنطقة خلال العام الماضي، إلا أن رشاد أشار إلى معدل نمو ثروات الكويت الذي كان الأكبر بين دول المنطقة، ويعتبر خامس اكبر معدل نمو في العالم، مرتفعاً 25 في المئة. وفي وقت ازداد عدد أثرياء منطقة الخليج وحجم ثرواتهم، لفت التقرير إلى تراجع عددهم في الإمارات خلال العام الماضي بنسبة 3.5 في المئة ليصل إلى 52600، مقارنة ب 54500 عام 2009. وعزا رشاد هذا التراجع إلى ارتفاع نمو الناتج المحلي العام الماضي في الإمارات بنسبة 2.1 في المئة فقط، في حين تجاوزت معدلاته في العالم نسبة 3.5 في المئة، إضافة إلى تراجع القطاع العقاري وأسواق الأسهم، التي انعكست سلباً على أثرياء البلد. وعلى رغم تصريحات بعض المسؤولين في المصارف الإماراتية، بأن القطاع المالي في الدولة استقبل منذ مطلع العام اكثر من 21 بليون دولار نتيجة تحويل مستثمرين من الدول العربية التي تشهد اضطرابات سياسية أموالهم إليها كملاذ آمن، إلا أن رشاد اكد ل «الحياة»، أن «ميريل لينش» لم تلحظ تحركات غير عادية للأموال في المنطقة حتى الآن، يمكن أن تؤثر في شكل كبير على ثروات أغنياء المنطقة سلباً أو إيجاباً. ويبدو أن نمو عدد أثرياء المنطقة لم يقتصر على الرجال فقط، إذ لاحظ رشاد أن حصة الثريات من النساء في المنطقة العربية تشكل 14 في المئة من ثروات أغنياء المنطقة. وبعيداً من منطقة الشرق الأوسط، سجلت دول آسيا أعلى معدلات نمو إقليمي في عدد الأثرياء خلال العام الجاري بين الأسواق العالمية الثلاثة، إذ تجاوز حجم ثروات أغنياء آسيا نظراءهم في أوروبا، مرتفعاً بنسبة 9.7 في المئة ليبلغ 3.3 مليون ثري، في حين ازداد عدد أثرياء أوروبا بنسبة 6.3 في المئة ليبلغ 3.1 مليون ثري، ووصلت ثرواتهم إلى 10.8 تريليون دولار. وأفاد التقرير، بأن عدد أثرياء الهند بات يحتل المرتبة 12 عالمياً عام 2010، لينضم بذلك إلى نادي اكبر 12 دولة لجهة عدد الأثرياء على مستوى العالم.