تمكن الاثرياء العرب من النجاة من الازمة الاقتصادية الحادة التي ضربت آسيا ودولاً أخرى العام الماضي وحافظوا على ثروتهم بعدما حولوا استثماراتهم من العملات المحلية الى الدولار الاميركي والى سندات حكومية مضمونة لا تتأثر عادة بتقلبات اسواق المال. ويُتوقع ان ترتفع ثروة اغنياء الشرق الاوسط الى نحو 1.2 تريليون دولار سنة 2003. وأشارت دار الوساطة العالمية "ميريل لنش"، في تقريرها السنوي لعام 1999، الى ان عدداً كبيراً من المستثمرين الدوليين تحولوا كذلك من الاسهم الى الاستثمار في ودائع مصرفية بالدولار الاميركي هرباً من الازمة. وجاء في التقرير، الذي حصلت "الحياة" على نسخة عنه "اتخذ اثرياء العالم خطوات حقيقية وجادة لحماية استثماراتهم بسبب تلك الازمات اذ تحول عدد كبير من المستثمرين، خصوصاً في الشرق الاوسط وآسيا، من الاستثمار في عملات محلية الى الاستثمار في ودائع مصرفية بالدولار الاميركي ونقل آخرون استثماراتهم من آسيا الى الولاياتالمتحدة وغرب اوروبا". واضاف "من المهم الاشارة الى ان معظم المستثمرين لم يصابوا بالفزع كما حدث في ازمات مالية سابقة واستطاعوا بذلك حماية استثماراتهم". وذكر التقرير، الذي شاركت باعداده دار الوساطة المالية "جميني"، ان تلك الاجراءات ادت الى ارتفاع كبير في ثروة اغنياء العالم العام الماضي على رغم الازمات المالية وتباطؤ الاقتصاد الدولي. واشار الى ان نسبة الارتفاع بلغت نحو 12 في المئة لتصل ثروة اكثر من ستة ملايين مليونير في العالم الى نحو 21.6 تريليون دولار في نهاية 1998. وتوقع التقرير استمرار ارتفاع حجم هذه الثروة نتيجة تسارع النمو في اقتصادات الدول الغربية وعودة الانتعاش الاقتصادي الى الدول الآسيوية. وذكر "ليست هناك اية علامات على حدوث توقف او تباطؤ في نمو الاصول المالية لهؤلاء الاثرياء اذ تشير توقعاتنا الى انها ستنمو بمعدل تسعة في المئة سنوياً في السنوات الخمس المقبلة لتصل الى 32.7 تريليون دولار سنة 2003". وزاد "ان هذا النمو المتوقع يعكس ليس التوسع في حجم ونوعية الاستثمارات القائمة فحسب بل الثروات الجديدة التي سيولدها الازدهار الاقتصادي". واظهر التقرير ان اكثر من نصف اثرياء العالم، الذين تزيد ثروتهم على مليون دولار للواحد، يتركزون في الدول الغربية اذ بلغت نسبة اصحاب الملايين في الولاياتالمتحدة وكندا واوروبا الغربية نحو 58 في المئة من اجمالي اثرياء العالم اي ان ثرواتهم قُدرت بنحو 12.5 تريليون دولار يُتوقع ان ترتفع الى اكثر من 18 تريليون دولار عام 2003. وقدر التقرير ثروة اغنياء آسيا بنحو 4.4 تريليون دولار العام الماضي في حين بلغت نحو 2.7 تريليون دولار في اميركا اللاتينية وتريليون دولار في الشرق الاوسط و500 مليون دولار في الدول الاشتراكية السابقة ومثلها في افريقيا. وتوقع ان ترتفع ثروة اغنياء الشرق الاوسط بنسبة طفيفة لتصل الى نحو 1.2 تريليون دولار سنة 2003 في حين ستصل الى 3.7 تريليون دولار في اميركا اللاتينية و700 مليون دولار في الدول الاشتراكية السابقة و600 مليون دولار في افريقيا.