حصدت الأزمة المالية العالمية حصة ًكبيرة من أموال أثرياء العالم والعالم العربي، ودفعت عدداً كبيراً منهم إلى مغادرة قائمة «كبار الأثرياء»، بعد أن تراجعت ثرواتهم إلى ما دون مستواها في 2005. وأكد مسؤولون من مؤسسة «ميريل لينش» في مؤتمر صحافي عقد في دبي أمس، أن الأثرياء في العالم انخفضوا 14.9 في المئة العام الماضي مقارنة مع 2007، بينما انخفض «الاثرياء» الذين تزيد أموالهم عن 30 بليون دولار 24.6 في المئة. وذكر التقرير السنوي لمؤسسة «ميريل لينش لإدارة الثروات العالمية» بالتعاون مع شركة «كابجيميني» ، أن ثروات أثرياء العالم تقلصت 19.5 في المئة لتبلغ 32,8 تريليون دولار. وتراجع عدد الأثرياء في العالم إلى 8,6 مليون. وانخفض عدد الأثرياء العرب بمعدل 5.9 في المئة، وبلغت ثرواتهم نهاية العام الماضي 1.4 تريليون دولار. وعلى رغم هذا التراجع في عدد وحجم ثروات أثرياء العالم، لاحظ رئيس دائرة الشرق الأوسط لادارة الثروات في «ميريل لينش» أمير صدر، أن الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية والعالم بدأت «تستقر». وتوقع أن تصل ثروات الأثرياء إلى 48,5 تريليون في 2013، ورجح ارتفاع صافي قيمة أصولهم بمعدل 8.1 في المئة سنوياً. ورجح صدر أن يرتفع عدد الأثرياء العرب خلال هذه الفترة، بسبب الفوائض المالية التي لا يزال يملكها أثرياء المنطقة، الذين «بدأوا حالياً بالتحرك للاستثمار في القطاع العقاري الأوروبي والأميركي». وذكر التقرير أن مجموع الأثرياء في السعودية انخفض العام الماضي ب 10.9 في المئة، و 12.7 في الإمارات و19.5 في البحرين. وأن هذا التراجع غير المسبوق قضى على مكاسب حققها الأثرياء طوال عامي 2006 و2007، فعادت إلى مستويات أدنى مما كانت عام 2005. وبلغ عدد الأثرياء في المملكة العربية السعودية 91 ألفاً وفي البحرين 5 آلاف. وتراجعت في الشرق الأوسط ثروات الأثرياء 16,2 في المئة إلى 1,4 تريليون دولار، وانخفض عدد الأثرياء 5.9 في المئة إلى 373600 في ثاني أبطأ انخفاض بعد أميركا اللاتينية بنسبة 6 في المئة مقارنة. وأكد التقرير أن الغالبية العظمى من الأثرياء يعيشون حالياً في مناطق تمركزها التقليدية، بخاصة في أميركا الشمالية وآسيا وأوروبا، في حين كان نحو 54 في المئة منهم يعيشون في الولاياتالمتحدةواليابانوألمانيا في 2008. ولا تزال الولاياتالمتحدة موطن أكبر عدد من الأثرياء على رغم تراجع عددهم بنسبة 18.5 في المئة، حيث لا يزال يعيش في ربوعها نحو 2,5 مليون ثري يشكلون ما نسبته 28.7 في المئة من أثرياء العالم. وتفاوتت نسب تراجع الأثرياء في أوروبا فبلغت 12.6 في المئة في فرنسا و2.7 في المئة في ألمانيا. وانخفض عدد أثرياء اليابان، التي تعد موطن أكبر عدد منهم في آسيا – حوض المحيط الهادي بنسبة 9.9 في المئة. ولاحظ التقرير أن أثرياء العالم قلصوا انكشاف محافظهم الاستثمارية على الأسهم عام 2008، واتجهوا إلى الأصول الأكثر أماناً وبساطة، فزادوا حصة الأدوات الاستثمارية الثابتة العائد والنقد والأصول السائلة من تلك المحافظ. كما خصصوا مبالغ أكبر بقليل للأصول العقارية، التي ارتفعت حصتها في المحفظة الإجمالية لأثرياء العالم إلى 18 في المئة العام الماضي بزيادة 4 في المئة.