سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيريز يؤكد مواصلة الاتصالات مع قريع ... وشارون يهدد المتمردين في "ليكود" بضم "العمل" الى ائتلافه . موفاز يأمر بتكثيف الاستيطان في الضفة ومحيط القدس لاستيعاب المستوطنين المرشحين للإخلاء من غزة !
قبل ساعات من التئام لجنة التوجيه الاسرائيلية المكلفة صوغ المعايير لتعويض المستوطنين الذين سيتم اجلاؤهم من قطاع غزة، في حال تطبيق خطة "فك الارتباط"، كشفت مصادر صحافية مطلعة ان وزير الدفاع شاؤول موفاز أصدر تعليماته ل"الادارة المدنية" للمستوطنات في الضفة الغربية ومحيط مدينة القدس بإعداد خرائط على وجه السرعة لتكثيف البناء في هذه المستوطنات واقامة آلاف الشقق الجديدة لاستيعاب المستوطنين المرشحين للاخلاء من غزة. ذكرت صحيفة "معاريف" ان وزير الدفاع الاسرائيلي موفاز الذي قام بزيارة لعدد من مستوطنات الضفة أول من أمس أعلن خلالها ان الانسحاب من غزة سيؤدي الى تعزيز الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية انما عنى توسيع المستوطنات الكبرى القائمة وانه أمر بإعداد خطة شاملة، في غضون 90 يوماً لتحقيق ذلك، كما طلب من المسؤولين تسريع المصادقة على تصاريح البناء في "غوش عتصيون" جنوبالقدس أولاً. ووعد موفاز قادة المستوطنين بأن تشهد مستوطنات الضفة مزيداً من الزخم في البناء يوازي حجم الانسحاب المفترض من غزة، أي ان تستوعب الشقق الجديدة 1300 عائلة ترتع حالياً في مستوطنات القطاع. واضافت الصحيفة ان قادة المستوطنات قدموا لموفاز مخططهم لبناء 5300 وحدة سكنية في "غوش عتصيون" وطالبوه بإحياء مشروع "مدينة غنيم" الذي اعدته وزارة الاسكان قبل خمس سنوات والقاضي بضم 10 آلاف دونم من الأراضي الفلسطينية الى منطقة نفوذ "غوش عتصيون" لإقامة 7500 وحدة سكنية جديدة عليها. وختمت الصحيفة بالإشارة الى ان مكتب رئيس الحكومة اكد ان ارييل شارون يدعم مخطط توسيع البناء في مستوطنات الضفة الغربية "وكل المستوطنات المشمولة داخل جدار الفصل" ونقلت عن مسؤول كبير قوله ان مصير "غوش عتصيون" ليس كمصير المستوطنات في غزة. في غضون ذلك، اكد زعيم "العمل" شمعون بيريز انه أجرى أخيراً اتصالات مع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع تناولت التفاهمات التي انجزها الإثنان قبل أكثر من عامين حول سبل انهاء المواجهات بين اسرائيل والفلسطينيين، لكنه اشار الى ان هذه الاتصالات تمت من دون موافقة مسبقة من شارون. من جهته قال مدير مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني حسن أبو لبدة ان من شأن انضمام بيريز الى الحكومة الاسرائيلية ان يتيح الفرصة لإقناع رئيسها بوجود شريك فلسطيني لتحقيق السلام. في سياق متصل قال مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الأمن القومي العميد جبريل الرجوب ان الرئيس ياسر عرفات وافق في حينه على مبدأ "مقايضة الأراضي" بين اسرائيل والفلسطينيين في اطار التسوية الدائمة. واضاف في حديث للاذاعة العبرية ان الرئيس عرفات "أيد حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً مع تفهمه لقلق اسرائيل من المشكلة الديموغرافية في حال تطبيق حق العودة وافتقادها يهوديتها". وزاد ان الرئيس عرفات ما زال مستعداً ل"تسوية تاريخية" تتيح لاسرائيل ان تعيش في سلام الى جانب دولة فلسطينية مستقلة في حدود العام 1967. الى ذلك "هدد" شارون متمردي حزبه "ليكود" بالتوجه الى حزب "العمل" المعارض باقتراح لانضمامه الى حكومته "اذا واصلوا سلوكهم وامتنعوا عن دعم الحكومة في الكنيست". وكان رئيس الحكومة هدد أول من أمس بإقالة الوزير عوزي لنداو ونائب الوزير ميخائيل راتسون على تغيبهما عن التصويت على اقتراح المعارضة حجب الثقة عن حكومته. وقالت الصحف العبرية ان شارون عدل عن خطوته تحت ضغط نواب في حزبه لم يخفوا قلقهم من انعكاسات اجراء كهذا على حزب "ليكود". ورأى مراقبون ان شارون لن يتردد في اقالة الاثنين في حال كررا فعلتهما في مرات مقبلة. من جهته، أعلن زعيم "العمل" شمعون بيريز ان دعم حزبه للائتلاف الحكومي الحالي لن يكون تلقائياً وان حزبه يريد اسقاط هذه الحكومة "لكنه لا يريد اسقاط السلام" نافياً ان يكون متلهفاً للعودة الى التوليفة الحكومية. واعتبر ان ما يحصل في الكنيست من هرج ومرج يقرب موعد الانتخابات البرلمانية، وقال: "الفوضى عارمة. لا حكومة ولا سياسة والجميع منشغلون في كيفية توحيد صفوف ليكود". وقال رئيس الائتلاف البرلماني جدعون ساعر ليكود ان حزبه يفضل الإبقاء على الائتلاف الحالي وتعزيزه بضم الشركاء الطبيعيين له، اي حركتي "شاس" و"يهدوت هتوراة" المتزمتتين على ضم "العمل" المحسوب على اليسار. ورأى مراقبون ان بيريز لن يسمح لنفسه بأن يستعمل شارون حزب العمال كسوط يلوّح به ضد الآخرين وان رئيس الحكومة سيجد نفسه مضطراً لضمه الى حكومته "التي بدأ العد التنازلي لنهايتها وتقترب بخطى ثابتة من نقطة الصفر". كما يقول المعلق في صحيفة "هآرتس" عكيبا الدار وتوقف المعلقون عند الصعوبة التي سيواجهها شارون في توزيع حقائب وزارية لأركان "العمل" حيال التوقعات بأن بيريز لن يقبل بأقل من منصب وزير الخارجية الذي يتمسك به سلفان شالوم المدعوم من أوساط واسعة في "ليكود".