بدأت حمّى الانتقالات تجتاح الأندية السعودية الكبيرة باكراً في هذا الموسم على غير العادة، خصوصاً أن الموسم الجاري لم ينته حتى الآن إلا أن بعض الأندية بدأت بتدعيم صفوفها والتعاقد مع لاعبين من أندية الدرجة الأولى والتي تضم أسماء شابة تملك المهارة الفردية والجهوزية ولكنها تريد التخلص من دوري الدرجة الأولى المسمّى "دوري المظاليم" أو دوري أندية الظل وتقديم ما لديها مع أندية دوري الأضواء. والملاحظ أن تجارب استقطاب لاعبي الدرجة الأولى وضمهم إلى الأندية الممتازة آتت ثمارها واستطاع هؤلاء اللاعبون الوصول لقائمة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عن طريق الأندية التي انتقلوا إليها بعد أن كان من الصعب جداً تحقيق ذلك في حال استمرارهم مع أنديتهم السابقة، وبرز من بين تلك الأسماء لاعب وسط الأهلي حالياً والخليج سابقاً صاحب العبد الله الذي اعتمد عليه مدرب المنتخب السعودي الهولندي جيرارد فاندرليم في التشكيلة الأساسية في لقاء "الأخضر" أمام تركمانستان ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2006 في ألمانيا. وكرر مديرو الأهلي هذه التجربة وبدوا الأكثر جدية في سوق الانتقالات الحالية إذ نجحوا في كسب انتقال ثلاثة لاعبين آخرين وهما المهاجم حسين التركي من الخليج ولاعبا الأنصار مالك معاذ وماجد الصبحي، بينما لا يزال نظيره الاتحاد يطبخ بهدوء الصفقات التي يرفض الإفصاح عنها حتى إنهائها بشكل كامل إلا أن صفقة انتقال مهاجم القادسية الدولي ياسر القحطاني هي الأكثر ظهوراً على السطح وهي التي أعلن الاتحاديون قرب حسمها لصالحهم. وعلى صعيد قطبي العاصمة النصر والهلال فهما يلوحان بأسماء عدة يرغبان في ضمها لصفوفهما وكان آخرها مدافع الجبلين "درجة أولى" ماجد المرشدي الذي تنافس عليه أندية عدة قبل أيام حتى أفادت مصادر صحافية بإنهاء الهلال إجراءات ضمه لصفوفه. عموماً فترة الصيف والتحضير للموسم المقبل للأندية السعودية والتي بدأت لبعضها قريباً ستشهد انتقال أسماء جديدة للأندية الكبيرة وستكون الأيام المقبلة حبلى ببروز نجوم جدد انتقلوا من دوري المظاليم إلى دوري الأضواء إذ الإعلام والشهرة ومن ثم الوصول لقائمة القروني يظل مدرب الوحدة السعودي خالد القروني أحد أبرز الأسماء الوطنية التي تألقت في عالم التدريب، وسطع نجمه في وقت باكر، وتوهج أكثر حينما نجح في قيادة دفة الوحدة وتحقيقه مع الاتحاد كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم في العام الماضي، ورغم نجاحاته إلا أنه لم يحدد وجهته إلى الآن ولم يعرف موقعه الجديد في حال رحيله من الوحدة، وأكد في حديثه مع "الحياة" أن بقاءه مع الوحدة في الموسم المقبل لم يتحدد إلى الآن مشيراً إلى أن المفاوضات لم تأخذ طابع الجدية. وعن العروض التي تلقاها من أندية أخرى أوضح "تلقيت عروضاً عدة ولكن لم أرد عليهم بالموافقة من عدمها لحين معرفة نهاية المفاوضات الوحداوية معي". وحول عودة قائد الوحدة المخضرم حاتم خيمي في الموسم المقبل بعد أن كان موقوفاً لموسم كامل قال: "حاتم لاعب جيد وقائد محنك وصاحب خبرة، لكن عودته تلزمه إثبات نفسه ببذل المزيد من الجهد والتدريب". وعن مستقبل الوحدة في الموسم الجديد أجاب "الفريق يضم مجموعة جيدة ولكنه يحتاج إلى الدعم بمحترفين أجانب جيدين".