يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس الثلثاء زيارة صداقة وعمل لخمس دول افريقية هي بنين والكاميرون والغابون والنيجر والسنغال. ووصفت مصادر رسمية في الرباط الجولة الافريقية بأنها تعكس "التزام المغرب دعم التعاون العربي - الافريقي"، اضافة الى تحقيق انفتاح اكبر على الدول الافريقية. وقالت ان المغرب على رغم انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية العام 1984 اثر اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية" في قمة اديس ابابا حافظ على العلاقات الثنائية مع الدول الافريقية، لكنه لم ينضم الى "الاتحاد الافريقي" الذي تأسس ليحل محل منظمة الوحدة الافريقية بمبادرة من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، كون الاتحاد أبقى اعترافه ب"الجمهورية الصحراوية". والدول التي سيزورها العاهل المغربي، باستثناء جمهورية بنين، كانت في فترة سابقة من اشد المؤيدين للمغرب في نزاع الصحراء. فقد أبدت السنغال لدى تأسيس "الاتحاد الافريقي" نوعاً من العتب حيال استمرار غياب المغرب، في حين ان الغابون التي تعتبر من البلدان الافريقية الموقعة على "بيان الدار البيضاء" ساندت دائماً موقف المغرب من قضية الصحراء. وسبق للعاهل المغربي ان زار السنغال وموريتانيا والكاميرون، إلا ان زيارته للنيجر وبنين تعتبر الأول من نوعها. وقاد المغرب قبل اعوام وساطة بين السنغال وموريتانيا اثر اندلاع خلافاتهما على نهر السنغال. كما استضافت الرباط عام 2002 قمة مصالحة جمعت رؤساء دول "اتحاد حوض مانو" وهي ليبيريا وسييراليون وغينيا. ويذكر في السياق ذاته ان الساحة الافريقية كانت فضاء لمنافسات مغربية - جزائرية في السنوات الأولى لاندلاع نزاع الصحراء الذي تعاطت معه منظمة الوحدة الافريقية حوالى 10 سنوات من دون احراز تقدم. لكن المنظمة ذاتها سبق لها ان تدخلت في نزاع الحدود بين المغرب والجزائر اثر حرب الرمال عام 1963 ورعت اتفاقاً لوقف النار وبدء الحوار بينهما. وانتقل ملف الصحراء من الساحة الافريقية الى الأممالمتحدة، لكن ضمن احتفاظ المنظمة بدور مراقب في رعاية وقف النار. وزاد عدد الدول الافريقية التي علقت الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية" في السنوات الأخيرة. وفي الجزائر رويترز، دعت وزارة الخارجية الأممالمتحدة الى الابقاء على خطة التسوية في الصحراء الغربية بعد استقالة جيمس بيكر مبعوث المنظمة الدولية الى المنطقة. وشددت الوزارة في بيان الاحد على ضرورة "مواصلة الجهود الرامية الى تنفيذ خطة السلام في الصحراء الغربية". واضافت: "الجزائر التي تعاونت دوماً مع كوفي أنان ومبعوثه الخاص جيمس بيكر ستستمر في دعم الجهود التي تبذلها المنظمة الدولية من اجل التوصل الى حل عادل ونهائي يسمح لشعب الصحراء الغربية بممارسة حقه في تقرير المصير". وتابع البيان ان الجزائر "تحيي السيد بيكر للجهود التي بذلها لايجاد حل لقضية الصحراء الغربية يتماشى مع الشرعية الدولية". وقالت الوزارة ان "ميزاته العالية كمفاوض شريف برزت من خلال مخطط السلام من اجل تقرير مصير الشعب الصحراوي الذي اقره مجلس الامن الدولي كحل سياسي امثل".