أكدت وزارة الخارجية الاميركية اختفاء اميركي في السعودية، لكنها لم تؤكد خطفه، في حين دعا الوزير كولن باول السلطات السعودية الى بذل المزيد من الجهد لمكافحة الارهاب، واتخذت لندن اجراءات وقائية يينها السماح للديبلوماسيين غير الاساسيين بمغادرة المملكة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ستيوارت بات: "لدينا اميركي اعتبر مفقوداً في السعودية". واضاف: "نحن على علم بأن موقعا اسلاميا نشر بيانا، لكننا لم نجر اتصالات مباشرة بأي منظمة او افراد أعلنوا مسؤوليتهم"، ولم يعط تفاصيل حول الاميركي وظروف اختفائه. واكد ان هذا الشخص "اعتبر مفقوداً منذ بداية النهار. انه مواطن اميركي يقيم في السعودية، وأبلغت عائلته باختفائه". وكان "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" اعلن في بيان نشر على موقع اسلامي على الانترنت انه قام بخطف مهندس طيران اميركي في الرياض. وقال ان "مقاتلينا في شبه الجزيرة العربية من كتيبة الفلوجة تمكنوا من خطف الاميركي من الدين المسيحي بول ام. جونسون جونيور، المولود في 1955 والذي يعمل مهندسا في مجال الطيران". وارفق البيان بصور للاميركي ونسخة عن بطاقة عمله ورخصة القيادة وبطاقة طبية. وتفيد هذه الوثائق انه يعمل مهندسا في مجال الطيران لدى شركة لوكهيد مارتن. وتحمل بطاقة عمله شعار "اباتشي اي اتش-64". كما تحمل ايضا عنوانه في بيتيسدا ماريلاند وبريده الالكتروني وأرقام هواتفه في السعودية. وبحسب البيان فان بول ام مارتن "واحد من المهندسين الاربعة الكبار المتخصصين في العمل على هذا النوع من الطائرات في شبه الجزيرة العربية". وفي حال تأكد خطف الاميركي فستكون اول عملية من نوعها لمواطن اميركي في السعودية التي تشهد منذ اكثر من سنة العديد من الهجمات التي استهدفت غربيين نسبت الى "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية". باول يدعو الى مزيد من الجهد في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان السعودية جندت كل امكاناتها ضد الارهابيين المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، لكن بامكانها القيام بالمزيد لمحاربة الارهاب. وقال في مقابلة مع محطة "فوكس نيوز" الاخبارية: "اننا راضون عما قاموا به حتى الان. ونعتقد ان في امكانهم القيام بالمزيد. بإمكانهم تعبئة قواتهم، كما يمكننا تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية، ونحن نعمل على كل هذه المواضيع". واضاف باول: "بات السعوديون يدركون اليوم ان لديهم مشكلة جدية جدا في المملكة، وهم يعرفون ان هذا الامر سيستدعي تعبئة كل الجهود وليس القوات العسكرية والشرطة فحسب". وتابع ان على السعوديين "ايضا قطع التمويل عن المنظمات التي يمكن ان تساعد هذا النوع من النشاطات الارهابية"، مضيفا: "ان السعوديين يعلمون ان عليهم الدخول في معركة وسنقدم لهم المساعدة". واضاف: "بإمكانهم بذل المزيد وسنقوم بالطبع بالمزيد". واعرب باول عن اقتناعه بأن "السعوديين فهموا ان هذا العدو يستهدفهم. ان قتل اجانب، أكانوا اميركيين او بريطانيين او من جنسيات اخرى، هو هجوم مباشر على النظام السعودي". كما اعتبر في حديث الى شبكة "اي بي سي" ان الهدف من هذه الهجمات "الاضرار بالحركة التجارية والقطاع النفطي، وسيتحرك السعوديون بكل قواهم، كما سنعمل نحن على مساعدتهم قدر استطاعتنا". واضاف: "من المؤكد ان الوضع خطير حاليا، فالارهابيون يستهدفون القيادة السعودية. انهم يحاولون زعزعة استقرار البلاد، ونعرف ان القيادة السعودية تتعامل مع الوضع بجدية مطلقة. انها تشن هجوماً مضاداً". اجراءات بريطانية وفي لندن، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية امس انها "أذنت" للعاملين الديبلوماسيين البريطانيين غير الضروريين وعائلاتهم بمغادرة السعودية إثر مقتل اميركي واختفاء آخر في هذا البلد. وقال المتحدث باسم الوزارة ان "وزارة الخارجية أذنت لعناصر الجهاز الديبلوماسي غير الضروري وافراد عائلاتهم" بمغادرة السعودية، من دون ان يوضح اذا كان القرار على علاقة بالاحداث الاخيرة. وجددت الوزارة نصيحتها الى الرعايا البريطانيين "بتفادي السفر الى السعودية إلا لاسباب ضرورية". واضافت انه "بعد الهجمات الارهابية في نيسان ابريل وايار مايو، نعتقد بأن الارهابيين يخططون لشن المزيد من الهجمات". وكانت شركة "الخطوط الجوية البريطانية" قررت امس و"لاسباب امنية" ان تبيت طواقمها المتوجهة الى السعودية في الكويت. وقال المدير التجاري للشركة في السعودية ريتشارد هيرش ان الاجراء بات معمولا به منذ 9 حزيران يونيو. واضاف هيرش ردا على سؤال حول وجود تهديد شركات الطيران الغربية "نحن على اتصال مع كثير من الاشخاص ولم يتم ابلاغنا بوجود تهديدات محددة. لو حصل ذلك لعرفنا به". لكنه أقر بوجود "أسباب أمنية" وراء قرار مبيت طواقم الطائرات المتوجهة الى السعودية في الكويت. وكان موقع اسلامي نشر الاثنين الماضي بيانا منسوبا الى تنظيم "القاعدة" يهدد باستهداف طائرات غربية والاماكن التي يقصدها غربيون في شبه الجزيرة العربية. وقال هيرش "الامن يتصدر الاولويات في مهنتنا. ولكن في الوقت الحالي لا توجد مخاوف بشأن رحلاتنا المتوجهة الى السعودية او القادمة منها". وكانت "بريتش ايرويز" علقت رحلاتها الى السعودية الصيف الماضي لثلاثة اسابيع تقريبا. وتنظم الشركة حاليا أربع رحلات اسبوعية الى الرياضوجدة. وتنظم الرحلات مباشرة من السعودية الى لندن اما الرحلات المتوجهة الى السعودية فتقوم ب"توقف تقني" في الكويت حيث يبيت الطاقم. وقال هيرش "كنا من الشركات الاوروبية القليلة التي تبيت طواقمها في السعودية" قبل التغيير.