نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" امس عن مصادر عسكرية واستخباراتية اميركية، ان الولاياتالمتحدة شنت في المراحل الأولى من الحرب على العراق، ما لا يقل عن خمسين غارة جوية استهدفت كبار المسؤولين في النظام المنهار، وهو عدد يفوق بكثير ما أعلنته واشنطن آنذاك. وقالت المصادر ان الغارات التي أدت الى اصابة كثيرين من المدنيين، كانت كلها فاشلة، ومن ضمنها الغارتان المعلنتان ضد صدام حسين ونجليه عدي وقصي. وأوضحت ان الغارات استهدفت 13 من قادة النظام السابق، بينهم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم الدوري والجنرال عبداللطيف الطلفاح القائد السابق لجهاز الأمن العام. ولم تنجح قوات "التحالف" في اعتقالهما حتى الآن، وافاد تقرير أصدرته وكالة استخبارات الدفاع الاميركية الشهر الماضي، انهما يؤديان دوراً رئيسياً في المقاومة. وجاء في تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" بعد درس نتائج أربع من الغارات، ان استهداف قادة النظام العراقي، "أدى الى عشرات الإصابات بين المدنيين، وكان بإمكان الولاياتالمتحدة تجنب ذلك لو اتخذت ما يكفي من الاحتياطات". وأثار الفشل الكامل للهجمات، بحسب المسؤولين الاميركيين، تساؤلات عن طبيعة المعلومات التي تلقتها واشنطن، وهل نجح الطرف العراقي من خلالها في تضليل الاستخبارات الاميركية. وأشاروا في هذا السياق الى الغارة على مجمع مزارع الدورة جنوببغداد، والذي قصفته طائرات اميركية في 19 آذار مارس، عشية انتهاء الإنذار الى العراق ببدء الحرب، اثر معلومات عن وجود صدام ونجليه في "قبو محصن" هناك وهاجمت الطائرات الموقع بقنابل "ذكية" مخصصة لاختراق التحصينات تحت الأرض، ثم تبين عند كشف الموقع بعد الحرب، خلوه من الأقبية المحصنة، وكان بين ضحايا الغارة العراقي الذي أبلغ الأميركيين، ما حال دون التوسع في التحقيق. لكن بعض ضباط وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي لا يزال يرجح ان صدام كان في الموقع آنذاك، وان الاحتمال الأقوى انه كان في واحد من المنازل التي لم يطاولها القصف. ويعزون الفشل في القضاء عليه الى سوء فهم مسؤول الاستخبارات الاميركي الذي تسلم اشارة بالعربية الى مكان صدام. وجاء فيها ان الرئيس السابق كان في "منزل" في المجمع، واعتقد المسؤول الاميركي ان الكلمة تعني الملجأ أو القبو المحصن، ولم تركز الطائرات أو الصواريخ الاميركية على المنازل والأبنية الاخرى في المجمع، فوق الأرض.