اتهمت مسؤولة دولية ضباطاً في الجيش السوداني وجهاز الامن بالتورط في اعدامات في دارفور في غرب البلاد، وأكدت أن الاقليم يشهد إنتهاكات واسعة لحقوق الانسان وأنها تلقت معلومات عن مقابر جماعية. وفي غضون ذلك، حذر زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي من أن التضييق عليه داخل سجنه ورواج اشاعات عن موته مؤشران الى وجود "تهديد حقيقي" لحياته. وقالت مقررة لجنة الاممالمتحدة للتحقق من الاعدامات خارج نطاق القضاء اسماء جهانجير في مؤتمر صحافي عقدته في مكتب الاممالمتحدة في الخرطوم امس، انها زارت إقليم دارفور ومدينتي ملكال وفشودة في الجنوب واجرت محادثات مع المسؤولين. وذكرت ان الأدلة التي توفرت لديها تؤكد أن مجموعات مسلحة تستخدم الخيول والجمال تهاجم القرى وهي ترتدي زي الجيش السودان عقب حملات قصف ينفذها الطيران الحكومي ما ادى الى إحراق مئات القرى وقتل أعداد من المواطنين ونهب ممتلكاتهم. وكشفت ان المسؤولين الذين استفسرتهم عن ارتداء الميليشيات زي الجيش اكدوا لها ان هذه الملابس سرقت من مخازن القوات النظامية. وقالت انها طلبت تفسيراً أوضح من الخرطوم. واتهمت ضباطاً في الجيش والامن بالتورط في اعدامات خارج نطاق القانون. وأفادت ان شهوداً ابلغوها عن عمليات اعدام جماعية ووجود مقابر جماعية لكنها لم تستطع الوصول الى مواقعها لانعدام الامن في المنطقة. واضافت انه لم يتأكد لها وجود تطهير عرقي منظم، لكنها تحدثت عن انتهاكات واسعة. وقالت انها وجدت اطفالاً تحت سن 18 عاماً في سجن كوبر في الخرطوم ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام واعتبرت ذلك مخالفاً للقوانين السودانية والدولية . على صعيد آخر، أكد الترابي وجود "مهددات حقيقية" على حياته بعد بدء السلطات منذ اسبوع بناء جدران عالية تفصل الزنزانة التي يعتقل فيها عن بقية اجزاء سجن كوبر. ونقلت اسرة الترابي عنه في بيان وزعته أمس، ان اجراءات أجهزة الأمن لعزله داخل معتقله بسور عال يمنع مرور الهواء ودخول الضوء والصوت، والاشاعات المتكررة عن موته تؤكد وجود مهدد حقيقي لحياته. وحملت اسرة الترابي الحكومة مسؤولية ما يحدث له وقالت انها يسمح لها بارسال وجبة يومياً الى معتقله يستلمها الحراس "الذين لديهم سوابق في تفتيش الاطعمة والمأكولات التي تصله مغطاة من منزله". وذكرت انه اعتقل منذ 75 يوماً جرى خلالها تحقيق لمرة واحدة معه طوال هذه المدة، لكنه لم ينقل الى حراسة الشرطة أو النيابة كما لم يسمح لهيئة الدفاع عنه بمقابلته، مشيرة الى انه معتقل في زنزانة مساحتها سبعة امتار ومعزول عن بقية المعتقلين وحتى من الحراس الذين يغلقون زنزانته من الخارج. واعلنت وصال المهدي زوجة الترابي في حديث نشر امس ان اسرته طالبت بوضعه قيد الاقامة الجبرية في مقر اقامته في ضاحية المنشية في شرق الخرطوم، لكن السلطات لم ترد على طلبها. وكشفت انه كان يعتزم الانسحاب من الحياة العامة في تشرين الاول اكتوبر المقبل.