اعتقلت السلطات السودانية فجر أمس زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي وأودعته سجن كوبر بعد ساعة من توقيفه، لكنها تراجعت عن اتهامه بالوقوف وراء محاولة انقلابية وحمّلته بدلاً من ذلك مسؤولية اصدار "بيان تحريضي" بعد كشف أنباء المحاولة التي قللت من شأنها ووصفتها بأنها "مخطط تخريبي". واعلنت الحكومة امس، أن اتهامات بالتورط في هذا المخطط ستوجه الى 10 عسكريين غالبيتهم من إقليم دارفور وسبعة سياسيين من حزب "المؤتمر الشعبي" الذي يتزعمه الترابي.. وأكد الترابي في تصريحات قبل ساعات من اعتقاله "وجود تيارات كبيرة وسط القوات النظامية ترفض تكرار سيناريو حرب الجنوب في دارفور" في تفسير لقضية الضباط المعتقلين. وقال إن السلطات "رصدت كل العناصر من غرب السودان في الامن والجيش والشرطة لتصفيتها على اساس عنصري". واعتبر أن الاعتقالات وسط حزبه محاولة لنسبة احداث دارفور اليه "بهدف صرف الدول الاوروبية عن الاهتمام الذي تبديه بقضايا اللاجئين والنازحين" في دارفور. راجع ص 8 وقال عصام الدين الترابي نجل الزعيم الاسلامي انه رافق والده الى معتقل كوبر ودخل معه غرفته التي لاحظ أنها "كانت معدة بما يشير الى ان قراراً سابقاً اتخذ بتوقيفه"، واضاف ان والده "كان مرحاً وفي روح معنوية عالية ولم يتأثر بما حدث له نسبة لاعتياده على مثل هذه المواقف". وأوضح أنه "لا يوجد انقلاب. الحكومة تلفق التهم لوالدي لأنه الوحيد القائم على المعارضة من الداخل وهذا شيء لا تتحمله السلطة". واتهم عضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الشعبي ياسين عمر الامام السلطات بافتعال الحديث عن محاولة انقلابية لتضييق الخناق على حزبه وتدبير حلّه. وأعلن وزير الاعلام الزهاوي ابراهيم مالك في مؤتمر صحافي أمس، أن السلطات اعتقلت عشرة ضباط في الجيش، اكبرهم برتبة عقيد، وسبعة سياسيين بعد "رصد الاجهزة الامنية نشاطهم". واوضح ان العناصر التي اعتقلت "رصدت منذ العام 2002 وكانت تفكر في انقلاب عسكري". وقال مالك ان الترابي لم يعتقل بسبب علاقة ب"المخطط التخريبي وانما لإصداره بياناً ترى فيه السلطات تحريضاً ومحاولة لبث روح العنصرية والجهوية". وتابع: "لا نتهم الترابي بأنه وراء المسألة بصورة رسمية ولكن بعد خروجه من المعتقل قبل ستة اشهر تحدث ان سبب اطلاقه الضغوط من الغرب والجنوب".