بكل وضوح وصراحة أدلى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السويدي لينارت يوهانسون بتصريحات أمس إلى الصحافة مهدداً ومحذراً الجماهير الإنكليزية التي اشتهرت دائماً بإثارة الشغب والميل إلى العنف قبل وأثناء وبعد مبارياتها الدولية. وقال يوهانسون: "لن نتردد في استبعاد المنتخب الإنكليزي من البطولة إذا بدرت من أنصاره أعمال عنف أو شغب في أي موقع، ولن نسمح مطلقاً بالخروج عن الروح الرياضية أو عن الالتزام". وأضاف يوهانسون في مؤتمره الصحافي الذي عقده في ملعب دراغاو في بورتو "أتمنى ألا يلجأ الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ هذا القرار الصعب أو الضعيف، ويهمني الإشارة إلى التعاون الممتاز بين الاتحاد وبين الحكومة الإنكليزية واتحاد الكرة لديها، وأسعدتني جداً التصريحات الواعية التي بدرت من المدير الفني لمنتخب إنكلترا وهو السويدي إريكسون مطالباً الجماهير بالهدوء" لأن أي مخالفة ستؤدي إلى طرد إنكلترا وضرر بالغ بالفريق والملايين من المشجعين، وتحرم المنتخب من شرف إحراز اللقب الذي يسعى إليه". الحكومة البرتغالية من جانبها أنفقت أكثر من 50 مليون يورو في أكبر عملية في تاريخ البلاد للحفاظ على الأمن ومواجهة تيار العنف والإرهاب. ولا يخفي رئيس الاتحاد البرتغالي ورئيس اللجنة المنظمة أن "يورو 2004" هو الحدث الأكبر على المستويين الشعبي والقومي في تاريخ بلاده ويستحق هذا القدر من الإنفاق والحرص. وعقد مساعد وزير الداخلية البرتغالي خوسيه لوي أرنو صباح أمس مؤتمراً صحافياً بحضور أكثر من 1000 صحافي من كل دول أوروبا وبعض الدول الأخرى وأدلى بالتصريحات التالية: "الأمن هو الهاجس الأكبر لدى الجميع والحكومة أعطته الأولوية وكل الإمكانات، ورغم أننا لم نتعرض مطلقاً لأي عمليات إرهابية مثل الدول المجاورة إلا أن تأييد البرتغال العلني للولايات المتحدة في حربها ضد العراق يمكن أن يجعلنا هدفاً لتنظيم القاعدة في تلك البطولة الكبيرة ولا شك أن حوادث تفجير قطارات مدريد في 11 آذارمارس الماضي يؤكد أن كل شيء ممكن وأن الإرهاب اقترب من حدودنا. نحن وضعنا حساباًً لكل شيء، وحدودنا أغلقت تماماً منذ 26 أيارمايو الماضي، ولا يدخل أي شخص إلى البرتغال - سواء مواطن أو أجنبي- إلا بعد تفتيش وتدقيق كاملين، وخصصنا 20 ألف شرطي للعمل لمدة 24 ساعة يومياً ولمدة 7 أيام أسبوعياً دون أي إجازات، والجميع في حالة تأهب قصوى، ولا ترهبنا الأخبار التي ترد على مواقع في الإنترنت حول وجود اجتماع إرهابي لمجموعة خاصة في لشبونة في 19 حزيران يونيو الجاري وهي إشاعات للبلبلة". وأضاف لوي أرنو "وتلقينا دعماً رائعاً من دول الاتحاد الأوروبي وحزب الناتو بتأمين مراقبة جوية خلال البطولة سواء باستخدام طائرات الرادار أو طائرات أواكس وإف 16 وستغلق الأجواء فوق الملاعب خلال الساعات التي تسبق المباريات وحتى نهايتها. ووفرت الحكومات الصديقة عدداً كبيراً من رجال الأمن والقوات الخاصة لمصاحبة منتخباتها في كل من هولندا وإسبانيا وإيطاليا، ووفرنا حراسة خاصة للمنتخبات التي تحيطها المخاطر مثل إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا، ولا يسمح لأحد بالاقتراب من فنادقها أو ملاعبها، وتحاط الحافلات الناقلة للفرق بحراسات مشددة ويغلق المرور في الشوارع التي تمر فيها، ويتم تغيير خط سير السيارات يومياً لضمان السلامة الكاملة بها. ومباريات تلك المنتخبات - وبعض المباريات الأخرى - ستكون محل اهتمام خاص وسيوجد 4000 شرطي في المباراة منهم 1000 في الملعب مع 100 مخبر خاص وسيتعرض كل متفرج يدخل لتفتيش خاص مع مراقبة دقيقة للمدرجات بكاميرات خاصة، والمتفرج سيمر بثلاثة حواجز قبل دخوله إلى الملعب، ومهما كان اسم ومكانة صاحب السيارة التي تدخل إلى الملعب إلا أنه سيضطر للنزول منها خارج الملعب والسماح بتفتيشها بدقة". وفي بادرة هي الأولى من نوعها قررت حكومة البرتغال إصدار قانون قضائي جديد يحمل اسم قانون يورو 2004 وهو يهدف لعمل تحقيق فوري واتخاذ قرارات وعقوبات وأحكام في أسرع وقت عند حدوث أي مخالفات، وسيكون الحجز المؤقت والسجن مفتوحاً لمدة 24 ساعة لاستقبال المشاغبين بعد تحقيقات سريعة. وخصصت هيئة بريد البرتغال صناديق خاصة خارج كل الملاعب ليضع فيها أي متفرج الأشياء التي لا يسمح له بالدخول بها إلى الملاعب ويمكنه استعادتها بعد المباراة.