علمت "الحياة" أن "حزب المؤتمر الوطني العراقي" بزعامة أحمد الجلبي وضع نظاماً داخلياً للتحول إلى حزب جديد في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وقال عبدالله الصفار، عضو قيادة المؤتمر في بغداد، ل"الحياة" إن الظروف السياسية الراهنة لم تعد تحتمل بقاء "المؤتمر" في إطاره الحالي، في إشارة واضحة إلى إستبعاد الجلبي عن المحادثات المكثفة لإختيار تشكيلة الحكم في العراق. وزاد: "كان المؤتمر بمثابة تجمع لكل القوى السياسية العراقية المعارضة لصدام حسين أما الآن فقد انفضت هذه القوى من حول الدور الرائد للجلبي في توحيد مواقفها إبان التحضيرات لشن حرب تحرير العراق". وأشار إلى أن 18 حركة شيعية باتت تؤيد توجهات الجلبي، خصوصاً بعد الحملة الأميركية عليه، مؤكداً أنه "كسب الساحة الشيعية والبيت السياسي الشيعي بسبب خلافاته مع الأميركيين". وقال محللون عراقيون إن تحول الجلبي من رجل علماني إلى صديق حميم للمرجعيات الدينية والأحزاب السياسية الدينية في النجف ولإيران تكتيك يراد منه تأهيل الجلبي لمرحلة الانتخابات العامة المقبلة في العراق بدعم من الشيعة. ويعتبر "المؤتمر" أن رئاسة إياد علاوي للحكومة العراقية الجديدة التي تحظى بدعم الأميركيين والتي ساندتهم في أروقة مجلس الأمن لتمرير القرار 1546 الذي ضمن بقاء القوات الأميركية داخل العراق، "أسهم إلى حد كبير في الإضرار بصورة علاوي في الشارع العراقي ولدى الشيعة ومرجعياتهم". ويشير مسؤولون في "المؤتمر" إلى أن الجلبي بدا مختلفاً مع الأميركيين لأسباب وطنية، فيما أكد تحالفه مع الإدارة الأميركية في مشهد سيسترجعه العراقيون على نحوٍ يكون فيه الأول اكثر وطنية من الثاني. كما أن الحرص الذي أظهره الجلبي على مصير المدن الشيعية، خصوصاً على النجف خلال المواجهات بين الأميركيين و"جيش المهدي" هو أمر يلقى تقديراً كبيراً من الأحزاب والمرجعيات. ويضيفون أن السياسيين الشيعة يتهمون علاوي بأنه تبنى موقف المتفرج حيال المعاناة التي عاشتها النجف وانه فضل الاهتمام بالوصول إلى رئاسة الحكومة على حساب قضايا الشيعة المصيرية. واعتبروا خطوة الجلبي لحل "المؤتمر" وانشاء حزب سياسي بإسم "حزب المؤتمر الوطني" وإرساء نظام داخلي له، استثماراً سياسياً لكل النقاط التي ربحها في الاسابيع الماضية والتي سيجني ثمارها في حملة انتخابية يدعمها الشيعة المتدينون والعلمانيون على حد سواء. وأضافوا ان "ظهور علاوي مرشحاً قوياً للأميركيين سيقابله تحول الجلبي إلى المرشح القوي والوحيد للغالبية الشيعية في انتخابات 2005 التي سيقرر نتائجها الناخبون لا بريمر ولا الاخضر الابراهيمي".