فيما أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس انه قد يبدأ قريباً مفاوضات لضم حزب العمل المعارض الى ائتلافه الحكومي الذي فقد غالبيته البرلمانية بسبب استقالة وزراء يعارضون خطته للانسحاب من غزة واقالة آخرين، بلغت عملية "التطهير العرقي" التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة القدس أوجها بالشروع في بناء "جدار الفصل العنصري" في المقطع المحاذي لبلدتي الرام والضاحية شمال المدينة المقدسة. ونُقل عن "مصدر كبير" ان شارون لن ينتظر شهرين، حتى انتهاء الدورة الصيفية للكنيست، ليشرع في التفاوض مع حزب "العمل" المعارض لتشكيل حكومة "وحدة وطنية"، وانه سيتعين عليه ان يفعل ذلك في غضون الأسابيع الوشيكة. ويسلخ المقطع الجديد الذي بدأ بناؤه في الجدار الفاصل ما لا يقل عن 60 ألف فلسطيني عن القدس حيث مركز حياتهم ومدارسهم ومراكزهم الصحية ومستشفياتهم. وفي غضون ذلك كشف نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت النقاب عن مخطط يقضي باخراج ست قرى فلسطينية من حدود بلدية القدس وتحويلها الى السلطة الفلسطينية بهدف تقليص عدد الفلسطينيين في المدينة الى النصف لضمان غالبية يهودية كبيرة فيها. راجع ص4 و5. وفرغت شاحنات اسرائيلية ضخمة تحت حراسة عسكرية مكعبات اسمنتية أمس وسط شارع رام الله - القدس، شريان الحياة لعشرات آلاف الفلسطينيين تمهيداً لإقامة مقطع جديد من الجدار الفاصل يدمر في مرحلته الاولى حياة ما لا يقل عن 60 ألف فلسطيني من سكان بلدتي الرام والضاحية على الصعد التعليمية والصحية والاقتصادية، علاوة على حقوق مواطنتهم كمقدسيين. ويشكل هذا المقطع من الجدار جزءاً من الجدار الضخم الذي سيلف مدينة القدسالشرقية من كل الجهات والذي يعرف اسرائيلياً ب"غلاف القدس". وتتوقع مصادر اسرائيلية اكتمال بناء هذا المقطع في ثلاثة اشهر. وبدأت وزارة الداخلية الاسرائيلية حملة "احصاء" وتسجيل للمقدسيين الذي يقطنون داخل الجدار لتجريد القاطنين خارج الجدار المخطط من بطاقات هوياتهم المقدسية. ومن شأن مقطع الجدار الجديد هذا الذي سيفصل الرام والضاحية عن مركز مدينة القدس ان يقضي ايضاً على اقتصاد بلدة الرام التي باتت مركزاً تجارياً كبيراً. ويرى الفلسطينيون ان المأساة الكبرى تكمن في ان الجدار يضم القدسالشرقية كاملة داخله، ويجرد المقدسيين من حملة بطاقات الهوية الزرقاء التي تؤكد "حق الاقامة الدائمة" في القدس، والذين انتقلوا للعيش في ضواحي المدينة، من حقوق مواطنتهم. وبحسب الاحصاءات الفلسطينية والاسرائيلية، يشكل المقدسيون حملة بطاقات الهوية الزرقاء اللون 85 في المئة من سكان الرام والضاحية، والبقية من حملة بطاقات "الضفة الغربية". وكشف نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" عن "استعداده لتسليم ستة احياء عربية في القدس الى السلطة الفلسطينية"، هي العيسوية وعناتا ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين وكفر عقب وصور باهر وام طوبا. واشار الى ان السيطرة الاسرائيلية على الحرم القدسي الشريف ووسط القدسالشرقية التجاري واحياء الشيخ جراح وواد الجوز ورأس العامود وجبل الزيتون ستتواصل ب "التأكيد". وأكد جمال جمعة منسق "حملة مقاومة جدار الفصل العنصري" ل"الحياة" ان مخطط "غلاف القدس" الاسرائيلي يهدف الى اخراج نحو 120 ألف فلسطيني من القدس ومحيطها، أي تقليص عددهم الى النصف بما يتناسب والمخططات الديموغرافية الاسرائيلية الرامية الى توفير غالبية يهودية في المدينة والمستوطنات التي تطوقها.