كشف بحث اسرائيلي أن عمليات بناء الجدار الذي يحاصر مدينة القدس والذي تطلق عليه اسرائيل "غلاف القدس"، ادى الى بروز موجة من الهجرة المعاكسة للفلسطينيين المقدسيين الى وسط المدينة من ضواحيها التي يهدد الجدار بفصلها عن بقية الاحياء. ويستدل من البحث الذي اجراه "معهد القدس لبحوث اسرائيل" في شأن تأثيرات بناء الجدار حول المدينة المقدسة على اليهود والفلسطينيين، ان نحو 300 مقدسي يعودون اسبوعياً للعيش في قلب المدينة بدل محيطها. وتذكر هذه الهجرة المعاكسة بأخرى شبيهة شهدتها المدينة المقدسة في اوائل التسعينات، عندما قررت الحكومة الاسرائيلية سحب بطاقات "الهوية الزرقاء" اللون التي يحملها المقدسيون الذين تعتبرهم اسرائيل بموجبها "مقيمين دائمين"، لمن يسكن خارج حدود البلدية الاسرائيلية لمدة اكثر من سنة. وأشار البحث الى ان بين 60 الى 90 الف مقدسي من حملة بطاقات "الهوية الزرقاء" يعيشون حالياً خارج "غلاف القدس" فيما تقدر المصادر الفلسطينية العدد بحوالي 120 الفاً. واشار البحث الى المشكلات التي سيعانيها الفلسطينيون من جراء بناء الجدار، منها ان اكثر من 5 آلاف طالب وطالبة سيجبرون على اجتياز الجدار يومياً للوصول الى مدارسهم وان نحو 750 الفاً يعيشون في "القدس الكبرى" سيحاصرون بين الجدار، فيما سيحرم 750 الف فلسطيني يعيشون في مجال "القدس الكبرى" وسيحاصرون بين الجدار والحواجز العسكرية الاسرائيلية وسيحرمون من الخدمات الصحية والاجتماعية التي توفرها المستشفيات والمؤسسات الاخرى في قلب المدينة. في موازاة ذلك، شرعت السلطات الاسرائيلية بإقامة جدار من مكعبات اسمنتية في وسط شارع القدس - رام الله في منطقة ضاحية البريد، شمال القدس، مما سيعزل آلاف الفلسطينيين، ويجعل وصول اطفالهم واولادهم الى مدارسهم في الجهة الاخرى من الشارع كابوساً يومياً او أمراً مستحيلاً، بعد إكمال البناء. وشهدت المنطقة تظاهرة أمس احتجاجاً على بناء الجدار. وأزال المتظاهرون عددا من المكعبات الاسمنتية، قبل ان يعيدها الجيش الاسرائيلي. وشهدت المنطقة مواجهات حامية بين المتظاهرين وقوات الاحتلال المتمركزين على "حاجز الضاحية".