ان الواقع الأليم الذي نعيشه يفرض علينا أن نسجل قلقنا من هيمنة الثقافات التي تمتلك من وسائل الانتشار ما يساعدها على السيطرة على الثقافات التي لا يؤهلها وضعها السياسي والاقتصادي والعلمي لامتلاك الأساليب والوسائل التكنولوجية المعقدة التي تكفل لها القدرة على التصدي لهذه المؤثرات الخارجية، والاحتفاظ بالملامح والمقومات الأصلية التي تميزها. وكما يقول د. أحمد أبو زيد، يجب أن نعرف ابعاد وحجم وأساليب مشكلة الأقليات في الوطن العربي ذاتها قبل التعرض لنوعية ثقافتها، ثم تحديد علاقتها بالثقافة العامة الشاملة التي تعطي العالم العربي طابعه الثقافي المتميز، وتحديد موقف واضح من هذه الثقافات التي يطالب "اعلان مكسيكو" بضرورة احترامها وحمايتها وتشجيعها. ان مفهوم الثقافة يجب ان يشمل مختلف فروع المعرفة والممارسات المعتمدة على الخلق والابداع. يجب الأخذ في الاعتبار البعد المكاني المتمثل في تأثر الثقافة العربية المعاصرة بالتراث العربي القديم، كذلك التخطيط الشامل يجب أن يمتد الى الثقافات الفرعية التي ترتبط بالجماعات العرقية أو الأقليات السكانية ذات الثقافات المتميزة داخل الوطن العربي. ويجب أن يرمي هذا التخطيط الثقافي الى المحافظة على مقومات الذاتية أو الهوية الثقافية العربية، والدفاع عنها ضد المخاطر الثقافية التي تهددها من الخارج. ان العالم العربي يجهل بعضه بعضاً الى حد كبير، فيجب أن يتماسك العالم العربي ويتحد في تأكيد ثقافته وأهمية لغته العربية. ويجب أن تأخذ الثقافة العربية من كل الثقافات من دون تمييز ما يضيف الى عمقها وحيويتها وانسانيتها، فتقف على قدم المساواة مع ثقافات العالم المتقدم، ويكون لها دور فعال في اثراء الثقافات العالمية. مصر - محمد حلمي السلاب [email protected]