مرت حفلة "ستار أكاديمي" في الكويت على خير... انتهى أمس يوم ملتهب عاشت خلاله العاصمة الكويتية أجواء جمعت بين الحماسة والفرحة من جهة، والتوتر والقلق من جهة ثانية. وإذا كانت الإجراءات الأمنية في تونس تنظيمية، فإن الحال في الكويت أخذت منحى مختلفاً، فكانت تهتم في الدرجة الأولى بالحفاظ على سلامة النجوم والمنظمين والحؤول دون وقوع أي حادث يربك فريق "ستار أكاديمي" أو يلغي الحفلة المنتظرة. انتظر أهل الكويت بفارغ صبر حفلة الأكاديمية التي حققت إنجازاً ليس فقط لأنها استطاعت أن تفرض قرار الدولة على الجماعات المعارضة فحسب، وإنما لأنها شكلت سابقة على الصعيد الفني. حضر الحفلة التي أحيطت بإجراءات أمنية مشددة نحو سبعة آلاف شخص، وهو رقم قياسي في بلد يضم 700 ألف مواطن، ولا تشهد حفلاته الفنية حضور اكثر من 3500 شخص كحد أقصى. وفي وقت كان الطلاب الثمانية ينشدون أغانيهم للجمهور الذي غلب عليه حضور غير مسبوق للنساء والأطفال، تجمع على بعد 300 متر نحو 150 إسلامياً عبروا عن رفضهم للحفلة. وندد عشرات المتظاهرين من الأحزاب الإسلامية في الكويت بالحفلة وهددوا نواب الكتلة الإسلامية بعدم تأييدهم في الانتخابات المقبلة في حال لم يعمدوا الى استجواب وزير الإعلام الذي صرح بإقامة الأمسية. وفي صباح اليوم التالي، وبعد إقامة الحفلة، أعلن النائب وليد الطبطبائي أنه سيقدم طلب استجواب برلماني في حق وزير الإعلام محمد أبو حسن. وصل طلاب الأكاديمية إلى مطار الكويت مساء الأربعاء الماضي. وفيما احتشد المئات في قاعات الانتظار لاستقبال النجوم، استقل الطلاب حافلة أقلتهم إلى الفندق. في الفندق، بعد أن انتشر خبر وصول الطلاب وخصوصاً بشار الذي كان تلقى لدى خروجه من الأكاديمية هدايا ثمينة من الشعب الكويتي سيارات ومجوهرات وغيرها، بدأ المعجبون بالتوافد إلى الفندق إلا أن رجال الأمن منعوهم من الصعود إلى غرف النجوم. في اليوم التالي بدأت رحلة الفتيات ما عدا ميريام التي تعرضت إلى وعكة صحية بسيطة في المحال التجارية بعد أن تعذر وصول حقائبهم من فرانكفورت واحتشد المئات في المحال التجارية التي زارتها صوفيا وسينتيا وبهاء. أما الشبان الأربعة فقد توجهوا برفقة رجال الأمن إلى أحد مطاعم العاصمة، حيث وقعوا الصور وغنوا لبعض العائلات الكويتية. دخل كل واحد منهم بحسب ترتيب خروجه من الأكاديمية، غنى أحمد "برشا" للتونسي صابر الرباعي، وغنى محمد خلاوي أغنية "الله يا سيدي" للسعودي راشد الماجد، فيما غنى بشار "أنا كويتي" ورحب بالحضور وطلب منهم أن يلتزموا الهدوء، وختم محمد عطية اللقاء الذي تناول خلاله الشباب الأربعة وجبة الغداء، مع أغنية "فينو" للمصري هشام عباس. بعد ذلك وافى الشباب الفتيات الثلاث إلى قاعة المعارض في منطقة المشرف حيث أجروا بعض التمرينات على الحفلة التي نظمها الفنان عبدالله الرويشد. بعد التمرينات، كان على النجوم التوجه إلى المجمع التجاري "سنترال بلازا". غير أن الحشود الكثيرة التي قصدت المجمع حالت دون قدرة الطلاب على النزول إلى المجمع، واقتصر اللقاء على زيارة بشار الذي نزل لتحية الآلاف الذين كانوا بانتظاره فضلاً عن زميله الخليجي الذي يتمتع بشعبية كبيرة أيضاً محمد خلاوي ونجم الأكاديمية محمد عطية. بعد دقائق وبجهد جهيد استطاع الثلاثة العودة إلى الحافلة التي بدأت تتعرض للحشود الذين بدأوا يقرعون النوافذ ويصرخون باسم الطلاب الثمانية. وبعد وقت قليل وبفضل جهود الأمن استطاعت الحافلة أن تشق طريقها وسط موكب كبير من سيارات المعجبين الذين غصت بهم شوارع العاصمة وأحدثوا زحمة قل نظيرها في المدينة الهادئة. وصل الطلاب إلى الحفلة متأخرين بسبب الحشود في الفندق، وبدا التوتر جلياً على وجوههم إلا أن فرحة الغناء في الكويت كانت طاغية فدخلوا إلى المسرح وسط تصفيق الجمهور وصراخه، وهو أمر غير معتاد في حفلات الكويت. التزم الطلاب بالتعليمات التي أوصاهم بها المنظمون، فلا رقص على المسرح ولا حركات أو تمايل لافت. حذفت من حفلة الكويت الفقرات الاستعراضية، فلا فرقة الرقص أو رقصة "لابامبا"، أما مشهد "بشارنو" فاقتصر على الوقوف والتصفيق مع الجمهور الذي صفق كثيراً وتفاعل مع النجوم الذين ابدوا رضاهم عن الحفلة التي لم تكن شبيهة بحفلات تونس على الصعيد الجماهيري أو الفني، لكنها كانت محطة مهمة تواصلوا فيها مع جمهور جاء خصيصاً لملاقاتهم وتحيتهم وتشجيعهم. الوحيد الذي رقص وتمايل كان بشار الذي حظي بكثير من الترحيب من الجمهور، غنى كل منهم من قلبه احتراماً للجمهور الكويتي الكبير الذي جاء لملاقاتهم، كما أطلت ميريام وصوفيا في أزياء فولكلورية كويتية قدمتها عارضة كويتية خصيصاً للمناسبة. يرتاح الطلاب يوماً إضافياً في الكويت ويحضرون غداء على شرفهم من شخصية سياسية كويتية، قبل أن يعودوا إلى لبنان ويتحضروا لملاقاة الشعب المصري في حفلتين، ويضعوا اللمسات الأخيرة على ألبومهم الثاني الصادر نهاية الشهر الحالي. رحبت الجرائد الكويتية بالحفلة، كما أثنت على أداء الطلاب والبرنامج المنوع الذي قدموه، علماً أن منظمي حفلات البحرين كانوا ينتظرون أصداء الحفلة التي جاءت إيجابية في الكويت قبل الشروع في تنظيم حفلة المنامة المزمع إقامتها في 21 من الشهر الجاري.