أمضى الجنرال الاميركي جيفري ميلر، المدير الجديد للسجون الاميركية في العراق، المعروف بصرامته وولعه بالكفاءة، اكثر من سنة في معتقل غوانتانامو ساعيا الى جمع معلومات تلتقط عبر الاستجواب. لكن ميلر غادر كوبا وسط جدل قبل ان ينجز مهمته، وهو يصل الى العراق وسط مزيد من الجدل حول فضيحة تعذيب معتقلين عراقيين. وقال ميلر 55 سنة في تحذير عنيف عندما تولى قيادة معسكر الاعتقال الاميركي في غوانتانامو، على الطرف الشرقي لكوبا: "إذا هاجمتم اميركا، يمكن ان ينتهي الامر بكم، انتم ايضاً، في غوانتانامو". وخفف هذا الضابط من مينارد في تكساس نبرته بعد وصوله الى غوانتانامو في تشرين الاول اكتوبر 2002، ووعد باطلاق المعتقلين الذين لا يمثلون خطراً، وزيادة المعلومات التي تجمع من سجناء غير متعاونين. ومع انتهاء مهمته في آذار مارس الماضي، تفاخر ميلر بأن المعلومات السرية التي كانت تلتقط في معسكر الاعتقال الاميركي زادت في شكل مثير وان المعتقلين المتهمين بصلات ب"طالبان" في افغانستان او بتنظيم "القاعدة"، اصبحوا اكثر تعاوناً، ويرد ذلك الى نظام ترغيب اتبعه. لكن الفترة التي امضاها ميلر في غوانتانامو لم تكن كلها خالية من المشاكل، اذ اتهم احد المحققين بالتجسس، كما اتهم محقق آخر بنقل وثائق سرية. واتهم رجل دين مسلم ومستشار مقرب الى ميلر بإساءة التصرف بمعلومات سرية والزنا، لكن هذه التهم اسقطت اخيراً. وواجه ميلر ايضاً انتقادات متواصلة من جماعات مدافعة عن حقوق الانسان في شأن ظروف الاعتقال في المعسكر، وما يعتبرون انه يمثل اساءة معاملة. وفي توبيخ علني نادر، دانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تشرين الاول اكتوبر الماضي احتجاز المعتقلين لفترة طويلة في غوانتانامو، وقالت ان حالات اضطراب عقلي ومحاولات انتحار وسط المعتقلين هي مؤشر الى مشاكل عميقة تحيط بالعملية الاميركية. وشكا سجناء سابقون عادوا الى افغانستان اخيراً من التعذيب في غوانتانامو، وقالوا انهم عوملوا بشكل سيئ وحرموا من النوم، وهي ادعاءات تماثل ما كشفه سجناء عراقيون.