نجح رالي "اكتشف سورية مع تسعة أربعة" بامتياز ليس فقط لأنه جاء وفقاً للبرنامج الموضوع ومن دون أخطاء "كبيرة"، وإنما لأنه حقق في الوقت ذاته هدفه الرئيس المتمثل في تعريف المشاركين فيه من محليين وعرب وأجانب بالوجه الحقيقي لسورية، خصوصاً من الناحية الجغرافية وتحديداً لجهة الطبيعة المتنوعة الخلابة وامكانات الاستثمار فيها بنجاح. واللافت أن رالي "اكتشف سورية مع تسعة أربعة" كشف اننا كعرب اهتممنا دائماً بالسياحة في بلاد "الاجانب" والإنفاق فيها ببذخ، من دون ان نفكر في "اكتشاف" اسرار وطننا العربي الكبير لجهة حضاراته وآثاره المتنوعة. والواقع ان فكرة هذا السباق الذي عرف طريقه الى النور في العام الماضي بفضل التعاون المثمر بين وزارة السياحة ونادي السيارات في سورية، هي خطوة فاعلة على طريق اكتشاف الوطن العربي كله من خلال رياضة السيارات التي تزداد رواجاً في هذا الوطن الذي يمتد من البحر الى البحر. وكانت النسخة الثانية من رالي "اكتشف سورية مع تسعة أربعة" انطلقت يوم الاربعاء الماضي من امام نادى بردى في دمشق، واستمرت فاعلياتها على مدار خمسة ايام بمشاركة50 فريقاً من بينهم أربعة بقيادة عدد من المشاهير، في مقدمهم الفنانون المصريون يحيى الفخراني وسامح الصريطي والمنتصر بالله، واللبنانية دينا حايك... الى جانب فريق نادي السيارت اللبناني بقيادة نائب الرئيس جاك صالحة، والنادي الملكي الأردني بقيادة المدير العام حسن علاء الدين، وفريقين من المفوضية الأوروبية. وطاف المتسابقون على عدد كبير من المدن والقرى السورية انطلاقاً من دمشق ووصولاً الى تدمر، مروراً بدير مار موسى وحصن سليمان وقلعة الحصن ومدينة مرمريتا السياحية ومنتجع مشتى الحلو وشلالات الزواي ومدينة افاميا الأثرية وقلعة صلاح الدين واللاذقية ومدينة أوغاريت الأثرية ورأس شمرا وكسب وغابات الفرنلق ومدينة سيف الدولة حلب الشهباء وسد الفرات وقلعة جعبر ومدينة الرصافة الاثرية ومنطقة السخنة. وإذا كان لا بد من ان نشير الى نتائج هذا السباق على رغم اقتناعنا بأن الفائز الأكبر هو سورية، فقد حل المتسابق السوري عبدالسلام الحوش وزوجته سماح دغمش كيا ريو في المركز الأول قبل مواطنيه بهجت الحجار وفادي شحادة. وفي فئة المشاهير، جاء الصريطي أولاً، وانتزع المنتصر بالله المركز الثاني من حايك بعدما قبلت اللجنة المنظمة احتجاجه على تضخيم رصيده السلبي بسبب عدم وجود بطاقة التدقيق معه "ما ذنبي إذا كان المسؤول عن تسليمي اياها لم يفعل. عايزين يطلعوني الثالث ودينا الثانية، طب ليه ما انا شاركت من أول يوم وهي جاءت متأخرة. هي يعني علشان أحلى مني شوية، وايه يعني يا سيدي". لكنه استدرك: "كل ده مش مهم، فالأهم ان المشاهد الطبيعية أسرت قلبي فعلاً. اتمنى ان اشارك العام المقبل، وأوكد لكم منذ الآن انني سأحصل على المركز الأول... أو الأخير لأنهما أشهر مركزين في اي سباق، وهما الوحيدان اللذان يسأل المهتمون عن صاحبيهما". اما الفخراني الذي شارك مع زوجته الدكتورة لميس جابر، فقد حل رابعاً وأخيراً في هذه الفئة "لم أهتم بالترتيب بقدر ما اهتممت بالاستمتاع بمشاهدة الطبيعة الخلابة والآثار العظيمة التي مررنا عبرها طوال فترة السباق. لا استطيع ان أصف مدى دهشتي بما رأيته، ما يؤكد ان المنظمين عرفوا كيف يختارون المسار الجيد لكي "نكتشف" نحن سورية بحق. اعتبر ان هذه هي زيارتي الأولى لهذا البلد الشقيق على رغم انها الثانية، ففي الأولى جئت لحضور افتتاح المهرجان السينمائي ومكثت 8 ساعات فقط فلم اتعرف حتى على دمشق... اما اليوم فقد اكتشفت سورية كلها، وعرفت كم هي بديعة بالفعل". ورأت حايك التي شاركت مع شقيقها داني بدءاً من اليوم الثاني، انها "تعلمت درساً مهماً بعد الموافقة على احتجاج المنتصر بالله، وهو أن أكون أكثر التزاماً في مثل هذه المناسبات وأن أحضر من يومها الأول". اما الصريطي الذي شارك للمرة الثانية، فأوضح: "لقد صرت عضواً في نادي السيارات السوري، وأشعر ان دورنا يجب ان يكون كبيراً في تفعيل تبعات هذا الرالي والتأكيد للعالم أجمع ان الله وهب بلادنا جمالاً خلاباً وحضارة راسخة. دورنا مهم في دعم هذا الرالي وتحويله منارة تجذب المتسابقين من جميع انحاء العالم، ومن ثم الدعوة الى استثمار كل هذا الجمال الخلاب في انشاء مشاريع سياحية ضخمة تساهم في عملية التنمية الاقتصادية المنشودة". وفي سؤال ل"الحياة" عن عدم مشاركة الفنانين السوريين هذا العام، أوضح نائب رئيس مجلس ادارة نادي السيارات السوري هاني شعبان ان "الجميع كانوا يرغبون بالمشاركة واتفقنا مع اثنين منهم فعلاً، لكنهما ارتبطا بتصوير اعمال فنية جديدة".