هددت ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بمهاجمة الحواجز العسكرية الأميركية بين النجف والكوفة، بعد ليل من الاشتباكات في ضواحي الكوفة. وحملت الجنود الأميركيين مسؤولية المواجهات التي اسفرت الاثنين عن مقتل خمسة عراقيين وجرح عشرين آخرين. وقال الناطق باسم "جيش المهدي" الشيخ أحمد الشيباني: "أي نقطة تفتيش للقوات الاميركية هي اعتداء، ولا فاصل بين الكوفة والنجف". وذكر ان الجنود الاميركيين الذين يسيطرون على قاعدة كانت تشغلها القوات الاسبانية واخرى اميركية لاتينية، تسببوا في المواجهات الدموية الاثنين، عبر اطلاقهم النار على شاحنة فيها عناصر من "جيش المهدي" كانت متوجهة من النجف الى الكوفة. وتابع ان عناصر الميليشيا ارغموا على الرد على القاعدة، وعلى حاجز أقيم عند مدخلها على الطريق الرئيسية بين المدينتين اللتين تفصل بينهما عشرة كيلومترات تقريباً. وأشار الى ان "اميركا تتحمل دماء الأبرياء الذين قتلوا" أول من أمس في النجف 160 كلم جنوببغداد. وأقام سبعة جنود اميركيين الحاجز ظهر الاثنين، بحماية دبابتين وآليتين، وعمدوا الى تفتيش السيارات ومنعوا الشبان من دخول الكوفة. وصرح جندي بأن الحاجز يهدف الى منع ادخال أسلحة الى النجف التي حشد الجيش الاميركي في محيطها حوالى 2500 عسكري. وانتشر عناصر ميليشيا الصدر الذي توعد الأميركيون بأسره أو قتله، في كربلاء والنجف التي لجأ اليها الزعيم الشيعي مهدداً بهجمات انتحارية ضد القوات الأميركية، في حال دخلت المدينتين. وروى شهود أمس ان مقاتلين موالين للصدر اشتبكوا مع القوات الاميركية ليل الاثنين - الثلثاء قرب مدينة الكوفة. وتحدثوا عن انتشار عناصر من "جيش المهدي" في العمارة 365 كيلومتراً جنوب غربي بغداد في المنطقة التي تتولى القوات البريطانية السيطرة عليها. في كربلاء، أفاد مصدر ان عضواً سابقاً في حزب "البعث" اغتيل في بلدة قريبة من المدينة 110 كلم جنوببغداد. وقال غالب الدعمي نائب رئيس المجلس المحلي لوكالة "فرانس برس" ان وهاب عبدالرزاق عبد لايذ وجد مقتولاً بالرصاص داخل سيارته، قرب منزله في بلدة الهندية 20 كلم شرق كربلاء. وأوضح ان القتيل كان من الكوادر المتوسطة في الحزب المنحل، وعضواً في "جيش القدس" الذي شكله النظام السابق، وتنتمي زوجته ايضاً الى الحزب. ولم يرحب الشيعة بقرار "التحالف" استدعاء بعثيين سابقين للعودة الى قطاع التعليم، وضباط بارزين في الجيش السابق لإعادة هيكلة القوات المسلحة الجديدة. وعبر الصدر في خطبة الجمعة الماضي في الكوفة عن معارضته عودة آلاف من البعثيين الى الإدارة، وقال: "لن اسمح بذلك، وستكون نهايتهم على يد المؤمنين".