تحولت مناسبة افتتاح نصب تذكاري لضحايا الحرب العالمية الثانية في منطقة "غرين مول" وسط واشنطن مساء اول من امس، فرصة للرئيس الاميركي جورج بوش لتبرير الحرب على العراق والارهاب، كما كانت فرصة لمنافسه الديموقراطي جون كيري للتعهد باعادة بناء التحالفات "الممزقة" للولايات المتحدة في العالم، والتشديد على ايلاء الامن اهمية اكبر من نشر الديموقراطية الذي تنادي به الادارة الحالية. واشاد بوش امام أكثر من 100 ألف شخص تجمعوا لمناسبة افتتاح النصب التذكاري، ب"مهمة النضال العظمى" التي نفذها المحاربون المحليون القدامى ال16 مليوناً ضد التوسع الالماني - الياباني في العالم. ولم يتطرق الى الاتهامات التي وجهها اليه كيري في شأن التسرع في اعلان الحرب على العراق، على رغم انه حرص في خطابه الاذاعي الاسبوعي الذي سبق الاحتفال، على اعتبار ان اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين كان ضرورياً على غرار هزم ادولف هتلر والنازيين. وقال بوش: "دحرت التضحيات الاميركية قبل ستة عقود، الفاشية والنازية، وفرضت الحرية التي تواجه اليوم اعداءً جدداً يتصدى لهم جيل جديد من المواطنين الذين جعلت شجاعتهم الجبارة البلاد اكثر امناً". وحضر الاحتفال كيري نفسه والرئيسان السابقان جورج بوش الاب وبيل كلينتون، مع السناتور السابق بوب دول الذي فقد ذراعه خلال مشاركته في عملية عسكرية في إيطاليا عام 1945. وفي وقت رفض كيري التحدث في السياسة "في هذا اليوم اللطيف والخاص"، الا انه استبق خطاب بوش بالتعهد في حديثه الاذاعي الاسبوعي بإعادة بناء التحالفات التي "مزقها" بوش واستعادة الاحترام الدولي للولايات المتحدة من خلال التخلي عن نزعتي الغرور والعناد، ما يجعل البلاد اقوى في العالم واكثر امناً في الداخل". واعتبر ان "الولاياتالمتحدة استمدت قوتها ليس فقط من اسلحتها لكن من الثقة واحترام الدول في انحاء العالم". واكد كيرى إنه في حال انتخابه رئيساً، سيضع الامن وليس نشر الديموقراطية، على رأس اولويات بلاده خلال تعامله مع كل من باكستان والسعودية ومصر والصين وروسيا. وقال: "أحياناً نتعامل مع مجموعة أوراق لا تمكننا من عمل كل ما نريد في وقت واحد". واضاف: "أعتقد أن فكرة أميركا هي وبكل فخر ووطنية أفضل فكرة قمنا بنشرها في هذا العالم"، إلا أنه تساءل عن مدى إمكان نشر الديموقراطية بسرعة" والصعوبات التي تواجه ذلك.