حاول مسؤول اميركي كبير جاهداً ان يؤكد للعراقيين الذين تساورهم الشكوك امس بأن رئيس وزرائهم إياد علاوي اختير عبر عملية ديموقراطية، إلا ان الأمر كان صعباً. في غضون ذلك، رحب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني باختيار علاوي. وقال المسؤول الأميركي وهو عضو في الادارة الاميركية في العراق طلب عدم نشر اسمه انه جرت استشارة آلاف العراقيين بما في ذلك جماعات نسائية وزعماء بلديات قبل اختيار علاوي. وأضاف: "جرى ذلك عبر مشاورات موسعة. قبل عشرة ايام كانت هناك عشرات الاحتمالات ثم بات هناك خمسة أو ستة اسماء وكان علاوي واحداً من ثلاثة". وتابع: "كان التأييد له أكبر"، وان حوالى عشرة صحافيين عراقيين ظلوا يحاولون فهم ما دعا مجلس الحكم الى تعيينه فجأة الجمعة. وبدا ايضاً ان مبعوث الأممالمتحدة الاخضر الابراهيمي الذي طلبت منه واشنطن المساعدة في تشكيل حكومة موقتة تتولى السلطة الشهر المقبل، اندهش نتيجة الطريقة التي أعلن بها مجلس الحكم المؤلف من 23 عضواً اختياره. إلا ان المسؤول الاميركي أكد ان العملية تمت "بقيادة الابراهيمي" وان مجلس الحكم أيد بالإجماع توصية مبعوث الأممالمتحدة في شأن علاوي. وتطرقت صحافة ما بعد الحرب في العراق الى التناقضات القائمة، وأثارت تساؤلات عن العملية التي تمخضت عن اختيار علاوي، وهو شخص له صلات قديمة مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. وقال أحد الصحافيين من خلال مترجم في ترديد لشعور عراقي سائد منذ سقوط صدام حسين في نيسان ابريل 2003 "لا نرى عملية ديموقراطية، لا نرى تصويتاً". وسعى المسؤول الأميركي جاهداً ليؤكد للصحافيين ان انتخاب علاوي كان عملية قادها الابراهيمي وليس الولاياتالمتحدة كما يشك كثيرون. وقال ان رئيس مجلس الحكم قدم علاوي خلال اجتماع باعتباره الشخص الذي أوصى به الابراهيمي. وانضم بول بريمر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق الى المداولات بعد ساعة من بدئها وانضم الابراهيمي في وقت لاحق الى الاجتماع. لكن اجاباته لم تقنع أحداً، خصوصاً بعدما أصدر مكتب الابراهيمي توضيحاً يؤكد فيه ان المبعوث الدولي لم يكن حاضراً. وهنأ الملك عبدالله الثاني علاوي على ترشيح مجلس الحكم له لمنصب رئيس الوزراء. وأفادت وكالة الأنباء الأردنية بترا انه أعرب عن أمله بأن يكون اختياره "خطوة على طريق التحرر الكامل للعراق الشقيق وتعزيز وحدة وتكاتف شعبه وتمكينه من تخطي أزمته والنهوض مجدداً لبناء مؤسساته وادارة شؤونه بنفسه". وأكد الملك في برقية تهنئة بعث بها الى علاوي "دعمه ومساندته لكل الجهود والخطوات الهادفة الى انهاء الاحتلال واعادة بناء العراق وتعزيز استقلاله ووحدة أراضيه". كما أعرب عن أمله في أن يساهم اختيار علاوي في "رسم مستقبل العراق على النحو الذي يلبي تطلعات وأماني الشعب العراقي الشقيق على طريق التقدم والبناء" بحسب المصدر نفسه.