شهدت طهران أمس صدامات عنيفة مع متظاهرين حاولوا اقتحام السفارة البريطانية، احتجاجاً على "تدنيس" العتبات الشيعية في العراق. وأقسم بعض المتظاهرين بقتل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وفي تصريحات إلى "الحياة" حض الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني حسن روحاني الأميركيين على "رفع أيديهم عن النجف وكربلاء"، محذراً من "كارثة"، ومعتبراً أن ممارسات القوات الأميركية هناك "تضر أميركا والاستقرار في العراق". ورأى أن لا حاجة لربط الملف النووي الإيراني بملف التسلح العراقي. واعتبر روحاني ان نقل السلطة إلى العراقيين لن يحقق الاستقرار في العراق إذا لم يحصل "بصورة واقعية". وقال عن مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن، إنه "لا يزال في إطار البحث، وبالنسبة إلى الحكومة الموقتة نؤكد أنه اذا لم يؤخذ برأي الشعب العراقي وقيادته السياسية والدينية، وإذا لم يكن انتقال السلطة واقعياً، فإن ذلك لن يساعد الاستقرار في العراق". وعن الوضع في النجف وكربلاء، قال روحاني: "أعلنا صراحة ان انتهاك حرمة العتبات الدينية في العراق سيؤدي إلى كارثة حقيقية في البلد، وإذا كان الأميركيون لا يريدون مثل هذه الكارثة، عليهم رفع أيديهم عن النجف وكربلاء، ويجب أن يعود الأمن والاستقرار إلى هاتين المدينتين". وزاد: "ان الأعمال التي تقوم بها القوات الأميركية هناك لا تدخل في إطار وظائف قوات الاحتلال، أو في إطار القرارات الدولية، بل تؤدي إلى تصعيد في الأزمة، لذلك نأمل بأن يتراجع الأميركيون عن هذا الطريق الخاطئ، لأن شيعة العالم والعالم الإسلامي خصوصاً غاضبون عما يجري، وهذا الواقع يضر أميركا والاستقرار في العراق". ويتولى روحاني أيضاً مسؤولية الملف النووي الإيراني، وعن إمكان اقفاله أمام مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل، قال: "يمكن إقفاله من زاوية حقوقية غير سياسية، واتفقت إيران مع المدير العام للوكالة محمد البرادعي على برنامج عمل ونفذته، بما في ذلك تقديم تقرير شامل إلى الوكالة عن برنامج إيران النووي، واعتقد بأنه لم يعد هناك أي ايهام في هذا الملف، والأمر يعود إلى الوكالة الآن". وتمنى على مجلس الحكام "عدم الخضوع لضغوط بعض القوى الكبرى". في غضون ذلك أ ف ب، رويترز، اندلعت مواجهات عنيفة بعد ظهر أمس بين قوات مكافحة الشغب الإيرانية وإسلاميين كانوا يحاولون اقتحام السفارة البريطانية في طهران. وتصدى عناصر الشرطة لحوالى 300 متظاهر بالهراوات، لمنعهم من اقتحام الممر المؤدي إلى المدخل الرئيسي للسفارة. ورشق المتظاهرون مقر السفارة بالحجارة ومفرقعات، وجرح بعضهم خلال المواجهات. وهذه هي التظاهرة السادسة المناهضة لبريطانيا التي تنظم أمام السفارة البريطانية في العاصمة الإيرانية خلال أحد عشر يوماً. وأكد المتظاهرون أن هدفهم هو الاحتجاج على احتلال العراق و"تدنيس" العتبات الشيعية في النجف وكربلاء. وهتف بعضهم: "نقسم بدماء الشهداء اننا سنقتل بلير". واعتقلت الشرطة أحد المحتجين بعد اصابته في رأسه.