أدان مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي الهجمات العسكرية الاميركية على مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين ووصف خطة نقل السلطة الى العراقيين المقرر في 30 حزيران يونيو بأنه "خدعة". وقال خامنئي "ان المسلمين لا يستطيعون تحمل الهجمات الصلفة الوقحة التي يقوم بها الجنود الاميركيون على الاماكن المقدسة وهذه الجرائم مدانة في نظر العالم الاسلامي والشيعة والشعب الايراني". وأعرب خامنئي عن "أسفه وامتعاضه لهذا العدوان" مشيرا إلى المكانة الخاصة لمرقدي الامام الحسين في كربلاء والامام علي في النجف ومؤكدا أن "العالم الاسلامي سوف لا يتحمل تعرض العسكريين الاميركيين الاصلاف لهذه الاماكن المقدسة وإطلاق النارعلى وادي السلام الذي دفن فيه الكثير من الاولياء الصالحين". وتخوض القوات الاميركية مواجهات مع ميليشيا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في هذه المنطقة منذ أكثر من شهر. واعتبر خامنئي ان "فضيحة سجن ابو غريب تشكل وصمة عار لا يمكن محوها بسهولة عن جبين الاميركيين". واضاف ان السياسة التي ينتهجها الاميركيون في العراق هي سلسلة من "الاخطاء المتتالية. فكلما تقدموا كلما غرقوا في المستنقع العراقي". وقال ان "البغض الذي زرعه الاميركان في العراق ستتضح مراراته طوال عشرات الاعوام". ووصف خطة نقل السلطة الى العراقيين بأنها "خدعة"، وقال في هذا السياق "على رجال السياسة والمسؤولين العراقيين ان يعلموا انهم اذا وصلوا الى الحكم وقبلوا ان يكونوا اتباعا للاميركيين فانهم سيكونون أشنع منهم". واضاف ان نقل السلطة بشكل حقيقي سيجري عندما سيتمتع العراقيون ب"حق اختيار" قادتهم وليس فرضهم عليهم "من قبل شخص بدعم الولاياتالمتحدة" في اشارة الى الموفد الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي الذي يساعد في تشكيل الحكومة الموقتة المقبلة. وشهدت العاصمة الايرانية امس مسيرة احتجاج دعا اليها الحرس الثوري وتقدمها وزير الدفاع الاميرال علي شامخاني الذي اكد ان الولاياتالمتحدة تعمل على استعداء مسلمين العالم ضدها من خلال تعرضها للعتبات الدينية. وتجمع المتظاهرون امام مبنى السفارة البريطانية واحرقوا الاعلام الاميركية والبريطانية والاسرائيلية ورشقوا المبنى بالحجارة محاولين اقتحامه لكن قوات مكافحة الشغب التي انتشرت بأعداد كبيرة منعتهم من ذلك. وردد المتظاهرون "الموت لاميركا وبريطانيا والموت لاسرائيل". وشهدت مدن ايرانية اخرى بينها تبريز تظاهرات مماثلة. وأكد كبار المراجع الدينية في قم انهم يتباحثون في التطورات الاخيرة في النجف وكربلاء، خصوصاً استهداف العتبات الدينية وانهم سيعلنون موقفاً بعد التشاور. ويبدو ان القيادة السياسية والدينية الايرانية تتريث للوقوف على موقف المرجع الديني الابرز في العراق آية الله علي السيستاني للخروج بموقف موحد في كيفية التعاطي مع الوضع. واعلنت الخارجية الايرانية من جهتها انه لا يمكن القبول أبداً بانتهاك حرمة العتبات الدينية، وقال الناطق باسمها حميد رضا آصفي ان "الحكومة الاميركية تتحمل المسؤولية كاملة عن الاعتداءات والانتهاكات التي تحصل في العتبات الشيعية".