استمرت أمس تداعيات الخلاف بين زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" أحمد الجلبي وواشنطن، والاتهامات الموجهة اليه بالتعاون مع الاستخبارات الايرانية "لتوريط" أميركا بغزو العراق. وأكد السناتور الجمهوري تشاك هاغل عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لشبكة "سي ان ان" ان هذه "قضية بالغة الخطورة ومن المستحيل ان لا تشارك فيها اللجنة" لجهة متابعة ملابساتها. وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي أنهت علاقاتها مع الجلبي منذ فترة طويلة بعدما شككت في المعلومات التي قدمها عن النظام العراقي السابق وأسلحة الدمار الشامل، فيما استمر البنتاغون في التعاون معه والاعتماد على معلوماته. وطلبت "سي آي اي" أخيراً من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي فتح تحقيق في القضية. وأفادت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أمس أن مسؤولاً في وزارة الدفاع نفى أي علم بمساعي "اف بي آي"، لكن الرئيس السابق لقسم الشرق الأوسط في وكالة استخبارات الدفاع باترك لانغ أكد ان الوكالة بدأت، في ضوء استنتاجات "سي آي اي" عن علاقات الجلبي بالاستخبارات الايرانية، مراجعة المعلومات التي قدمها الى البنتاغون. وأضاف: "المحققون لم يتأكدوا بعد، لكن وكالة استخبارات الدفاع تنظر في الوثائق وبدأت تدرك انهم خدعونا. إذا صح ذلك معناه ان الايرانيين خلقوا معارضة عراقية للتخلص من صدام حسين وجعلونا ندفع الثمن". ونقلت "ذي غارديان" عن المفتش الدولي السابق عن أسلحة الدمار الشامل سكوت ريتر أن الجلبي أخبره قبل سبع سنوات عن علاقاته بالاستخبارات الايرانية، وقال ريتر: "عندما التقيت الجلبي في كانون الأول ديسمبر 1997 قال لي ان له علاقات وثيقة بالاستخبارات الايرانية، وان قسماً من أهم معلوماته جاء من الايرانيين، وعرض عليّ ترتيب لقاء معهم". وأوضح ان الاستخبارات الأميركية منعته من الذهاب الى طهران لهذا الغرض. بوب باير، مسؤول "سي آي اي" السابق في شمال العراق، قال للصحيفة إن الوكالة كانت على علم بعلاقات الجلبي مع ايران، عندما انتقل الى هناك عام 1992، وأيضاً بعلاقة مسؤول الاستخبارات في "المؤتمر الوطني العراقي" آراس كريم حبيب بالاستخبارات الايرانية. وأضاف ان الوكالة كانت تعرف منذ أوائل التسعينات أن آراس "عميل مزدوج للأميركيين والإيرانيين، ولكن للإيرانيين بالدرجة الأولى". وذكر أن بين ما ازعج الوكالة آنذاك انها كانت تدفع ايجاراً باهظاً ل"مقر المؤتمر الوطني" في صلاح الدين في كردستان العراق، ثم عرفت ان فريق الاستخبارات الايرانية في المنطقة كان يستعمل المقر مجاناً!