سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موشيه فريدمان يلوح بوثائق تفضح تمويل الحكومة النمسوية لحركة "كاخ" العنصرية . يهود مناهضون لاسرائيل والصهيونية ينشطون لمنع اطلاق اسم "هيرتزل" على ساحة في فيينا
في الذكرى المئوية الاولى لوفاة مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هيرتزل مؤلف كتاب "دولة اليهود" الذي غدا المنطلق النظري لتأسيس الدولة اليهودية في فلسطين، كثفت جماعات يهودية اوروبية مناهضة للصهيونية واسرائيل نشاطها للحيلولة دون اطلاق اسم "هيرتزل" على احدى الساحات الرئيسة في العاصمة النمسوية فيينا في احتفال يقام هناك بمشاركة الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف. وكانت هذه الجماعات نجحت مع منظمات عربية في ثني بلدية فيينا عن اطلاق اسم هيرتزل على ساحة "البريتنا" التي تقع خلف دار اوبرا فيينا الشهيرة، وتعمل حالياً لمنع اقرار اطلاق اسمه على ساحة اخرى تقع بالقرب من فندق "ماريوت" في المدينة. ويأمل منظمو تظاهرة يقودها رئيس الطائفة اليهودية الارثوذكسية الحاخام الشاب موشيه فريدمان بحشد مئات الحاخامين اليهود المناهضين للصهيونية من ارجاء اوروبا كافة بتسليط الاضواء على حركتهم ونشاطهم الدؤوب لابراز "حقيقة واحدة"، كما يقول فريدمان نفسه، وهي ان "الصهيونية كحركة وأفكار وتصرفات لا تربطها اي صلة بالديانة اليهودية الحقيقية". ولفت فريدمان الى وثائق يؤكد انه يملكها وأنها تشير الى "تمويل الحكومة النمسوية لحركة "كاخ" العنصرية" تحت مسمى جمعية يهودية تقدم مساعدات ليهود متطرفين قادمين من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً لبناء مستوطنات في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، الامر الذي يتعارض مع سياسات اوروبا التي تعتبر استيطان اليهود في تلك الاراضي غير قانوني. وترصد الصحافة الاسرائيلية بقلق نشاطات وكتابات مفكرين يهود من ارجاء العالم خصوصاً في فرنسا والولايات المتحدة الذين يرون في الصهيونية الوجه الآخر ل "العنصرية" كما ورد في مقال نشر امس للكاتب الاسرائيلي سيفر بولتسكر الذي رأى ان "اللاسامية تعود بلباس معاداة الصهيونية والنقد الموجه لاسرائيل مما ينذر بالقضاء على شرعية اسرائيل كدولة واحلال دولة ثنائية القومية بدلاً منها". ويعرف عن الحاخام الشاب فريدمان الذي نشط في السنوات الاخيرة ضد الصهيونية ان في حوزته "وثائق" تؤكد، كما يقول، "مسؤولية الصهيونية عن ابادة يهود اوروبا"، بينها وثيقة منسوبة الى اول رئيس وزراء لاسرائيل حاييم وايزمان يقول فيها خلال اجتماع يهودي صهيوني عقد في سويسرا عام 1947 ان مساعد هتلر المعروف ادولف ايخمان سأله في لقاء جمع بينهما عام 1937 ان كانت الحكومة الصهيونية قادرة على استيعاب يهود اووربا كافة في فلسطين، فرد وايزمان: "بالطبع لا. هناك اعداد نحن بحاجة اليها، والباقي يمكنكم التصرف به". ويعتزم فريدمان استغلال مناسبة الاحتفال في 3 تموز يوليو بالذكرى المئوية لوفاة هيرتزل، الهنغاري الاصل الذي نقل رفاته من فيينا بعد اقامة دولة اسرائيل حيث دفن، للتشديد على ان هيرتزل "كان ملحداً" وان "كثيراً من مؤسسي الصهيونية لم يكونوا اساساً من اليهود"، وان "الصهيونية تشكل في نهاية المطاف كارثة على اليهود" وان شخصاً كهذا "يجب ان لا يكرم" احتراماً للفلسطينيين الذين شردوا و"يجب ان يعودوا الى ديارهم في كامل ارض فلسطين التاريخية". وسبق ان خاض فريدمان بعضاً من اكثر المعارك القضائية اثارة في فيينا ونتجت احداها عن دعوى رفعتها ضده الجمعية اليهودية الممثلة للطائفة اليهودية النمسوية الموالية لاسرائيل، على خلفية اتهامات فريدمان لقادة اليهود الصهاينة في النمسا بأنهم تعاونوا مع النازيين قبل الحرب العالمية الثانية واثناءها، وهو استند فيها الى وثائق قضائية تظهر ان جميع اعضاء مجلس ادارة الجمعية الدينية آنذاك اعتقلتهم السلطات النمسوية الجديدة بتهمة التعاون مع النازيين وصدرت بحقهم أحكام قضائية من محكمة الشعب في فيينا في العام 1945. وهو يستعد الآن لخوض معركة قضائية اخرى في اطار ما يسميه "فضيحة" تمس بالحكومة النمسوية لقيامها، ربما من دون ان تدري، بتمويل حركات يهودية متطرفة ومدرجة على قائمة الحركات الارهابية مثل حركة "كاخ" العنصرية" واشهر زعمائها باروخ غولدشتاين الذي نفذ مجزرة الحرم الابراهيمي. وأوضح فريدمان ان اتباع هذه الحركة الذين اتوا الى النمسا من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً "يحظون بتمويل حكومي نمسوي تحت مسمى جميعة يهودية دينية"، وان هذا الدعم "جاء بعد ضغط من الحكومة والاوساط الصهيونية خلال السنوات الثلاث الماضية بحجة دفع تعويضات لليهود الذين صودرت املاكهم في النمسا واجبروا على العمل الشاق فيها خلال العهد النازي". وأكد فريدمان ان طائفته واتباعه ينوون حشد اعداد ضخمة من مناهضي الصهيونية في اوروبا لتنظيم تظاهرة تحت عنوان "حرروا القدس من الصهيونية".