تساءلت الصحف الاسرائيلية في افتتاحياتها امس، عن جدوى "ثمن باهظ جداً" دفعته اسرائيل اثر عمليتها العسكرية في رفح، نظراً الى نتائجها مقارنة بالاثر المدمر لصورتها التي خلفها الدمار. وكتبت صحيفة "معاريف" ان "السؤال الاول الذي سيطرح بعد هذه العملية هو: هل يمكن لمثل هذه القوات الكبرى المدرعة التحرك في منطقة مأهولة ومكتظة بالسكان مثل رفح حيث من شأن اي خطأ في التحرك المساس بابرياء؟". ونقلت الصحيفة عن ضابط شارك في العملية ان "لا شك في ان الضغط الدولي وداخل اسرائيل اديا الى انجاز العملية في وقت اسرع من المتوقع"، فيما قال ضباط آخرون لصحيفة "يديعوت احرونوت": "عدا عن المنازل المدمرة ونفق لتهريب الاسلحة عثرنا عليه، لم نغير امراً يذكر" في رفح. وكانت عملية "قوس قزح" التي اطلقت في رفح في 18 الشهر الجاري بدعم من ثلاثة افواج من الدبابات، انتهت مساء اول من امس.، بعد يوم على اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان العملية "ستستمر لأيام" اخرى. وكتبت "معاريف" في افتتاحيتها ان "الثمن كان باهظاً جداً"، مشيرة الى انه "بمعزل عن مشاركة الاف الجنود فيها، اثرت الصور القاسية لمنازل مدمرة في رفح واصحابها وسط الدمار في الكثيرين داخل اسرائيل. كما علمت الجيش ان شرعية وهامش تحركه في عمليات واسعة النطاق محدودة". وتابعت الصحيفة "ان واقع انسحاب الجيش من رفح في اطار احتجاجات في اسرائيل وفي العالم وبسبب مخاوف من وقوع كارثة انسانية، حتى من دون ان يتجرأ على الدخول الى حي شبورة الذي كان فيه ناشطون ملاحقون يشكل فشلاً جزئياً". في غضون ذلك، ما زالت تصريحات وزير العدل الاسرائيلي يوسف لبيد الذي قال ان صور عجوز فلسطينية تبحث عن ادوية تحت انقاض منزلها في رفح بقطاع غزة، ذكرته بجدته التي قضت في المحرقة اليهودية، تثير ردود فعل في اسرائيل. وقال النائب اليساري المعارض زيهيفا غال-اون من حزب ميريتس يسار علماني في تصريح الى الاذاعة الاسرائيلية، ان "تومي لبيد عضو فاعل في الحكومة الاسرائيلية ويشارك في قراراتها المتعلقة بالعملية" الواسعة النطاق التي نفذها الجيش الاسرائيلي في رفح. واوضح النائب يوفال ستينيتز من ليكود يمين حزب رئيس الوزراء ارييل شارون ان "تصريحات لبيد مؤسفة وغير مسؤولة". واضاف ستينيتز رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست: "ثمة امور اصعب من وجهة نظر اخلاقية من شن الحرب، هي الا نقوم بها عندما نكون مضطرين اليها. وفي كل حرب، لا يمكننا تجنب الخسائر من الطرفين حتى في صفوف المدنيين". وذكرت الاذاعة العسكرية ان لبيد تعرض لانتقادات رئيس الحكومة ارييل شارون الذي اتهمه باعطاء ذرائع "للدعاية المناهضة لاسرائيل".