شهدت ولاية كشمير المتنازع عليها بين الهندوباكستان، الاعتداء الأكثر دموية منذ نيسان أبريل 2003، حين نسفت مجموعة مسلحة تنتمي إلى حزب "المجاهدين" الانفصالي، حافلة لدورية عسكرية هندية مكلفة بمهمة مراقبة الحدود من سريناغار إلى جامو. وأسفر الاعتداء عن مقتل 33 جندياً لقي نصفهم حتفهم فوراً والنصف الآخر في الحريق الذي تلا الحادث، كما جرح أكثر من عشرة أشخاص من بينهم ثلاثة مدنيين أصيبوا بالشظايا المتطايرة من اللغم. وجاء الاعتداء غداة أداء رئيس الوزراء الهندي الجديد مانموهان سينغ والذي ينتمي إلى حزب "المؤتمر" المتمسك بالحقوق الهندية التاريخية في كشمير، اليمين الدستورية. لكن الناطق باسم حزب "المجاهدين" جنيد الإسلام حدد هدف العملية بالثأر لاغتيال قائده في جامو وكشمير عبد الرشيد المعروف باسم غازي شهاب الدين، نافياً توجيه رسالة الى الحكومة الهندية الجديدة. وكان سينغ وعد بالسعي إلى حل النزاع الذي تشهده منذ 15 عاماً ولاية كشمير، ومواصلة محادثات السلام مع باكستان التي بدأها سلفه آتال بيهاري فاجبايي المنتمي إلى حزب "بهاراتيا جاناتا" بشأن وضع حد للنزاع في كشمير. إرجاء المحادثات النووية في غضون ذلك، طالبت الحكومة الهندية الجديدة بإرجاء المحادثات مع باكستان في شأن وضع ترسانتيهما النووية، من غد إلى موعد غير محدد في حزيران يونيو المقبل، باعتبار أن وزير الخارجية الجديد المعني مباشرة بهذه المحادثات يحتاج إلى وقت غير قليل للاطلاع على المعطيات الخاصة بالقضية. ويذكر أن سينغ أعلن في أحد تصريحاته الصحافية أن تحقيق السلام مع باكستان يمثل أولوية بالنسبة إليه وأنه سيواصل جهود سلفه فاجبايي في هذا الشأن. وكان الأخير اتفق في اجتماع تاريخي عقده مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف في كانون الثاني يناير الماضي، على عقد مفاوضات لخفض الأخطار النووية وإدارة الأزمة ونظام ضبط النفس. ويأتي التأجيل في وقت يخشى المجتمع الدولي استذناف الهندوباكستان تجاربهما النووية.