أكد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أن بلاده تولي عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في الخليج العربي اهتماماً كبيراً، وقال إنه نقل رسالة شفوية من الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرئيس المصري حسنى مبارك أمس تضمنت الرؤية الروسية لتنفيذ "خريطة الطريق" بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتحريك المسارين السوري واللبناني. وصرح ايفانوف عقب استقبال مبارك له بأن مواقف روسيا ومصر من الأوضاع في المنطقة متقاربة للغاية، موضحا أن بلاده ومصر تدعوان إلى التنفيذ الكامل وغير المشروط ل"خريطة الطريق". وأوضح أن اللجنة الرباعية مستمرة في العمل على ضرورة التنفيذ الكامل والاحترام للبنود والجدول الزمني ل"الخريطة". وأشار ايفانوف إلى الحوار المباشر الذي بدأ بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي تضمن لقاءات على مستوى رئيسيّ الوزراء والدوائر المعنية الأخرى بما في ذلك اللجان التي شكلت اخيرا. وتعليقا على قرار البرلمان الإسرائيلي الأخير الرافض اعتبار الضفة الغربية وقطاع غزة أراضي غير محتلة قال ايفانوف إن روسيا ترى أن عملية السلام يجب أن تقوم على قاعدة التفاهمات الدولية ومرجعية مدريد وقرارات الأممالمتحدة ومبادرة السلام العربية، مضيفا أن روسيا ترى أن أي قرارات أو تصرفات من هذا النوع تدمر المبادئ الأساسية. وحول القضية العراقية قال وزير الخارجية الروسي إن هناك تطابقا في وجهات النظر تجاه تسوية الأوضاع في العراق، مشيرا إلى أهمية الإسراع بإحالة السلطة في العراق إلى ممثلين شرعيين. وقال وزير الخارجية الروسي إن روسيا لم تغير موقفها من الحرب على العراق، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي مستعد لتقديم المساعدة وتوسيع دور الأممالمتحدة في هذا الشأن. وعما إذا كانت روسيا تعتزم لعب دور في جهود السلام بين سورية وإسرائيل قال ايفانوف إن زيارته لسورية ولبنان ولقاءاته مع قيادات البلدين تطرقت إلى هذا الموضوع، مذكّراً بان الموقف الروسي يتمثل في أن التسوية الشاملة ممكنة بشرط شمول المسارين السوري واللبناني بجانب المسار الفلسطيني. وكان ايفانوف عقد جلسة محادثات مع نظيره المصري أحمد ماهر أكد ماهر بعدها أن لمصر وروسيا جهودا متكاملة ومتناسقة ستستمر حتى يمكن تحقيق السلام الذي يضمن العيش في حرية وأمان للجميع ويضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس. وشدد ماهر على اتفاقه مع الوزير الروسي على انه في ما يتعلق بالمسار السوري واللبناني فان من الضروري استئناف المفاوضات حتى يتم انسحاب إسرائيل من تلك الأراضي ويتم تفعيل المبادرة العربية للسلام. وفي ما يتعلق بالعراق أوضح ماهر انه اتفق مع ايفانوف على ضرورة عودة الشرعية الدستورية للعراق في أقرب وقت وتمكين الشعب العراقي من أن يحكم نفسه بعيدا عن أي تدخل أجنبي. كما شددت مصر وروسيا على الدور المهم للأمم المتحدة من أجل الوصول إلى هذه الغاية. ومن جانبه أكد إيفانوف أن روسيا ومصر تتعاونان بشكل وثيق لتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى إن المحادثات التي جرت دلت على تقارب شبه كامل إزاء كافة القضايا التي بحثت. وقال إن بلاده تدعو للتنفيذ الكامل وغير المشروط ل"خريطة الطريق" والاستمرار في جهود تحريك المسارين السوري واللبناني على أساس المرجعية الدولية وقرارات قمة بيروت العربية. وعن الوضع في العراق قال ايفانوف: "إننا مع الاحترام التام لاستقرار وسيادة ووحدة أراضي العراق وندعو للإسراع في تشكيل قيادة شرعية منتخبة من الشعب العراقي لتحديد مصيره".