أفرجت سلطات الاحتلال الاميركية امس عن مئات المعتقلين العراقيين من سجن ابو غريب قرب بغداد، في حين صوّت مجلس النواب الاميركي على هدم هذا السجن الذي شهد انتهاكات فجرت فضيحة في وجه الادارة والجيش الاميركيين وادرج كلفة ذلك في ميزانية وزارة الدفاع. واطلق سراح اكثر من 450 معتقلا، وخرجت صباح امس من سجن ابو غريب ثلاث عشرة حافلة وسط زغاريد النساء، بينما ردد الرجال هتافات ضد عضو مجلس الحكم أحمد الجلبي الذي اتهموه "بافساد العراق" بعدما كان اكثر المتحمسين لحملة "اجتثاث البعث". وبعد ساعة غادرت سبع حافلات اخرى المكان. ويفترض ان تنقل المعتقلين الذين افرج عنهم الى مدنهم. ثم توجهت ثلاث من هذه الحافلات الى قاعدة العمارية التي تسيطر عليها قوات الدفاع المدني العراقي وتقع بالقرب من ابو غريب. وخرج منها ستون معتقلا وهم يحملون اكياسا وبطانيات. وجرى تفتيشهم من قبل جنود اميركيين قبل الافراج عنهم. وانتظر مئات الاشخاص طيلة فترة قبل الظهر امام السجن على أمل مقابلة اقربائهم. وفي واشنطن، وافق مجلس النواب على اقتراح تقدم به النائبان الجمهوري كورت ويلدون والديموقراطي جون مورتا بهدم سجن ابو غريب وبناء سجن حديث مكانه، واحتساب كلفة ذلك من ميزانية وزارة الدفاع البالغة 422 بليون دورلار التي أقرت الخميس. وقال ويلدون "هذا السجن كان رمزا لارهاب صدام حسين ومؤسسة يكرهها الشعب العراقي". واضاف ان "إساءة المعاملة التي شهدها السجن خلفت انطباعا سيئا لدى العراقيين، لذا اقتراح هدمه والتخلص منه ليس فقط بسبب ما فعله بضعة جنود هناك بل ايضا لأنه كان رمزا لعهد صدام، ولنقول للعراقيين بأننا لا نريد هذا النوع من التعذيب بعد الان". ونال القرار غالبية 308 اصوات في مقابل 114 صوتا. ويفترض ان يعرض ايضا على مجلس الشيوخ لاقراره. في هذا الوقت، ذكرت شبكة تلفزيون "ان بي سي" الاميركية الخميس ان وزارة الدفاع تحقق في معلومات تحدثت عن خرق لاتفاقية جنيف على أسرى حرب من قبل "قوة دلتا" من وحدات النخبة الاميركية، في مكان سري يقع بالقرب من مطار بغداد. واوضح مسؤولون كبار في الادارة الاميركية للشبكة ان هذه الوحدة تخضع لتحقيق وتفتيش عام من قبل البنتاغون بعد المعلومات التي تحدثت عن سوء معاملة معتقلين خلال استجوابهم. وقالت الشبكة "حسب مصدرين حكوميين، فإنه المكان الذي حصلت فيه أخطر الخروقات لاتفاقية جنيف في جميع سجون العراق". واوضحت ان الجنود ارغموا المعتقلين في هذا الموقع على تغطية رؤوسهم ووضعوهم في اماكن مظلمة ومنفردة، واعطوهم مخدرات خلال استجوابهم ووضعوا رؤوسهم تحت الماء ومنعوهم من التنفس حتى الاختناق. من جهتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" امس انها حصلت على مجموعة جديدة تضم مئات الصور وشرائط فيديو رقمية قصيرة لم تنشر من قبل لجنود اميركيين يسيئون معاملة السجناء في ابو غريب. وقالت ان لقطات فيديو أظهرت خمسة سجناء عراة ورؤوسهم مغطاة بأكياس يقفون امام جدار في الظلام ويقومون بالاستمناء في الوقت الذي انحنى فيه معتقلان آخران عند اقدامهم. واضافت ان جزءا آخر من الفيديو اظهر سجينا مقيد اليدين بالجزء الخارجي من باب زنزانة وقد حشر رأسه بين القضبان. واظهر احد المشاهد على موقع الصحيفة على الانترنت جنديا ممسكا بهراوة وامامه معتقل عار غطي جسمه بمادة بنية اللون واقفا في رواق فارداً ذراعيه ورجلاه مكبلتان. وقالت الصحيفة ان الجنود الاميركيين صوروا انفسهم ايضا وهم يمارسون الجنس معا. وابلغ لورانس دي ريتا الناطق باسم وزارة الدفاع الصحيفة ان هذه الصور تبدو مشابهة للصور التي عرضتها الوزارة على اعضاء الكونغرس وان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد حذر من انها قد تنشر.