بدأت روسيا والاتحاد الاوروبي وضع اسس لتعزيز العلاقات الثنائية، في اول قمة يعقدها الطرفان منذ توسيع الاتحاد بداية الشهر الجاري. وينتظر ان تحقق موسكو مكسباً كبيراً طال انتظاره بموافقة الاوروبيين على انضمام روسيا الى منظمة التجارة الدولية، في حين شكلت الدعوة الى تأسيس فضاءات اوروبية - روسية مشتركة في مجالات الاقتصاد والامن والعلوم، المحور الاساس للنقاش بين الروس وأوروبا الجديدة التي باتت تحاذي حدودها. وتعد القمة التي شارك فيها عن الجانب الاوروبي كل من رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ورئيس الوزراء الايرلندي بيرتي اهيرن الرئيس الحالي للاتحاد، اضافة الى وزير خارجيته برايان كوين، الاولى التي تجمع بين الطرفين منذ مراسم توسيع الاتحاد قبل ثلاثة اسابيع، الامر الذي اثار قلقاً واسعاً لدى موسكو. وذكر مسؤول في الكرملين امس ان الجانبين "وصلا الى القمة الثنائية بعدما ازالا الكثير من المخاوف" ، وشدد على الطابع "الاستراتيجي للشراكة بين الجانبين". واللافت ان الاجواء الودية التي رافقت المحادثات في الكرملين امس، لم تنجح في تقليص مخاوف سياسيين روس كانوا حذروا من تزايد قدرة الاتحاد الموسع على ممارسة ضغوط على السياستين الداخلية والخارجية لروسيا، وهو ما ظهر من خلال تشديد الرئيس فلاديمير بوتين في مستهل اللقاء امس، على ضرورة الشروع ب"حوار متكافئ بين الطرفين ليس فيه جانب متقدم وآخر متخلف". وتأمل موسكو في ان تنتهي محادثات الوفد الاوروبي بتوقيع بروتوكول ينص على دعم الاوروبيين لانضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية. لكن مصدراً رفيعاً المح امس الى ان الاوروبيين ربطوا موافقتهم بتوقيع موسكو على اتفاقية "كيوتو" البيئية التي ترفض روسيا الانضمام اليها. الى ذلك، شكلت مبادرة انشاء اربعة فضاءات مشتركة اقتصادية وامنية وعلمية وثقافية، محوراً اساسياً للبحث خلال القمة. وكان الاتحاد الاوروبي عرض مبادرته على الروس عشية توسيعه. ودعا بوتين امس، الى تسريع وتيرة العمل في هذا الاتجاه، واقترح بلورة "خريطة طريق" لانجاح المشروع وتقديم اقتراحات محددة في شأنها خلال القمة الاوروبية - الروسية المقررة في اسطنبول في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.