للمرة الثانية على التوالي يفوز أصحاب الأرض باللقب الأوروبي... بعد أن توج المنتخب الإيطالي بطلاً للأمم الأوروبية الثالثة عام 1968، وعلى العكس من الفوز الإسباني قبل أربعة أعوام جاء فوز الإيطاليين بالغ الصعوبة وحافلاً بكل أنواع الإثارة والمعاناة، وكان خروج منتخب إيطاليا من نصف النهائي ممكناً على أيدي الاتحاد السوفياتي بعدما عجز الفريقان عن التسجيل على مدار ساعتين. واحتكم الطرفان أخيراً إلى القرعة التي أهدت مقعداً في النهائي لأصحاب الملعب، وازدادت متاعب الإيطاليين في النهائي أمام يوغسلافيا حيث ظلوا خاسرين إلى الدقيقة 80 وسط شكوك في ضياع اللقب. ولم يحقق الأبطال أكثر من التعادل 1-1 وللمرة الأولى تعاد المباراة النهائية ويتغير كل شيء لمصلحة إيطاليا وفازت 2-صفر في الملعب الأولمبي في العاصمة روما بعدما قل عدد الجماهير كثيراً إزاء خوف الأغلبية من خسارة منتخب بلادهم على ملعبه. في 1968 بدأت بطولة أمم أوروبا عصراً جديداً من القوة والأهمية والشهرة والاحترام. وأصبحت واحدة من أقوى بطولات كرة القدم في العالم.، وأخذت موقعاً ثابتاً في برنامج الكرة الأوروبية والعالمية ومع انضمام كل الأسرة الأوروبية إلى البطولة اضطر الاتحاد الأوروبي إلى تعديل نظام التصفيات. تم تقسيم الدول المشاركة إلى 8 مجموعات في التصفيات مع صعود المنتخب الأول من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي وأقيم هذا الدور بنظام خروج المهزوم في مباراتي الذهاب والإياب، وظل المربع الذهبي مقصوراً على دولة واحدة تنظم مباراتي نصف النهائي ثم تحدد المركز الثالث والمباراة النهائية ونالت إيطاليا الشرف في 1968، أوقعت القرعة إسبانيا وتشيخوسلوفاكيا في مجموعة واحدة مع آيرلندا وتركيا. وأنهى الإسبان المجموعة في الصدارة. وكان المنتخب التشيخوسلوفاكي تبادل الفوز مع إسبانيا وتفوق عليه بفارق بتحقيق نتائج أفضل خارج ملعبه، وجاءت المباراة الأخيرة له على ملعبه ووسط جمهوره في براغ ضد آيرلندا، وكان الفوز كفيلاً بصعود تشيخوسلوفاكيا بفارق نقطة، ولكن أصحاب الملعب عجزوا تماماً عن هز الشباك بل وعجزوا عن الحفاظ على الهدية الثمينة التي منحها لهم المدافع الآيرلندي جون ديمبسي الذي سجل هدفاً لتشيخوسلوفاكيا واستقبل الحارس التشيخوسلوفاكي كراميريوس هدفين سمحا لإسبانيا بالصدارة والتأهل، بلغاريا لم تجد معاناة في صدارة المجموعة الثانية على حساب البرتغال وبفارق 4 نقاط كاملة بينما قبعا السويد والنروج في المركزين الثالث والرابع، المباراة الأولى في المجموعة الثالثة لم تكشف مطلقاً عن أحداثها اللاحقة. وتعادلت فنلندا مع النمسا سلباً، وهي المباراة الوحيدة التي خلت من الأهداف التي انهمرت بعدها حتى وصلت إلى 7 في فوز الاتحاد السوفياتي على النمسا 4-3 وفوز الاتحاد السوفياتي في فنلندا 5-2 وكرر السوفيات ما فعله البلغار بإحراز الصدارة بعشر نقاط قبل اليونان والنمسا. قمة المفاجآت كانت في المجموعة الرابعة التي اقتصرت على 3 دول فقط هي ألمانيا الغربية ويوغوسلافيا وألبانيا، ومع افتتاحية أسطورية بالفوز 6-صفر على ألبانيا في دورتموند تأكد الجميع من صعود الألمان ولم يقلل من هذا التوقع فوز يوغوسلافيا على ألمانيا 1-صفر في بلغراد. وبالفعل رد الألمان اعتبارهم بفوز أكبر على اليوغوسلافيين 3-1 بينهما هدفان لمولر وزيلر في هامبورغ، وانتظر الجميع فوزاً سهلاً لألمانيا في تيرانا، ولكن كرة القدم لم تعترف بالتفوق، ووقف الحارس الألباني كوكو دينيلا أمام ألمانيا وتعادلا سلباً وصعدت يوغسلافيا. الندية الكاملة كانت محل توقعات الخبراء بين المنتخبات الأربعة في المجموعة الخامسة بين هنغارياوألمانياالشرقيةوهولندا والدنمرك، وحسمها الهنغاريون باكراً بسلسلة نتائج جيدة في وجود الثلاثي فاركاش وبيني والبرت، وتعادلوا 2-2 في روتردام مع هولندا التي ضمت النجم الصاعد يوهان كرويف صاحب الهدف الثاني لبلاده، وفازت هنغاريا على الدنمرك 6- صفر ثم فازت على هولندا 2-1 وفي كوبنهاغن على الدنمرك 2-صفر وأخيراً على ألمانياالشرقية 3-1 ولم يعد لمباراة هنغاريا الأخيرة في ليبرغ ضد ألمانياالشرقية قيمة وهو ما انعكس على أداء اللاعبين وخسروا صفر-1 بعدما ضمنوا التأهل باكراً، أهداف بالجملة شهدتها مباريات المجموعة السادسة لإيطالياورومانياوسويسرا وقبرص ولم تمر أي مباراة سلبية، وتوالت انتصارات الايطاليين حتى ضمنوا التأهل قبل مرحلتين من النهاية بعد الفوز في 5 مباريات وهو ما دفعهم للتعادل 2-2 مع سويسرا دون اهتمام. أسهل المجموعات كانت لفرنسا مع بلجيكا وبولندا ولوكسمبورغ، ومع ذلك جاء صعود الفرنسيين صعباً وبفارق نقطتين عن بلجيكا وبولندا وخسر الفرنسيون من بلجيكا في بروكسل وتعادلوا إياباً في نانت 1-1 وهو الأمر الذي كان كافياً للبلجيك لانتزاع بطاقة التأهل لولا الإخفاق غير المبرر لهم في ملعبهم أمام بولندا 2-4 وكانوا قد خسروا ذهاباً 1-3 في وارسو. القرعة العجيبة وضعت منتخبات الجزر البريطانية في مجموعة واحدة ضمت إنكلترا واسكتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية ولم يخيب الإنكليز التوقعات وحققوا الصدارة بفارق نقطة واحدة عن اسكتلندا وكان الاسكتلنديون انتزعوا الفوز من الانكليز 3-2 في لندن في مباراة بديعة للنجم الاسكتلندي دنيس لو صاحب هدف السبق، أكمل الإنكليز مشوارهم بامتياز بفوزين متتاليين على الإسبان بهدف نظيف لبوبي تشارلتون في لندن والفوز 2-1 في مدريد، وعرف الفرنسيون أن عبورهم بلجيكا لم يكن كافياً لإثبات الجدارة وسقطوا مجدداً أمام خصمهم التقليدي يوغوسلافيا، تعادلا 1-1 في مرسيليا قبل الفوز اليوغوسلافي 5-1 في بلغراد. بلغاريا تفوقت على إيطاليا 3-2، وجاء الفوز 2- صفر في نابولي كافياً لإيطاليا. الهنغاريون أسقطوا السوفيات بهدفين في بودابست ولكن المنتخب السوفياتي أكد وصوله للمرة الثالثة على التوالي إلى المربع الذهبي بفوز عريض 3-صفر في موسكو. وداع إنكليزي اتجه الجميع إلى إيطاليا في أيار مايو 1968 لخوض النهائيات وفي فلورنسا حدثت المفاجأة بسقوط المنتخب الإنكليزي الأفضل أمام نظيره اليوغوسلافي صفر-1 وجاء الهدف المؤلم قبل 4 دقائق من النهاية عن طريق دراغان الساحر. الإيطاليون في نابولي وأمام 75 ألف متفرج فشلوا في هز شباك الحارس السوفياتي إيور وعجزت كل محاولاتهم وأنهى الحكم الألماني كورت تشنشر المباراة بالتعادل السلبي ومدها إلى وقت إضافي واستمر التعادل حتى نهاية الشوطين الثالث والرابع ولم يكن نظام الاحتكام إلى ركلات الترجيح ظهر وقتذاك ووقف كابتن السوفيات ألبرت شسترنيف أمام كابتن إيطاليا غيا تشينتو فاكيتي في انتظار ابتسام الحظ وإجراء القرعة لتحديد طرف المباراة النهائية. عندما قفز العملاق فاكيتي إلى أعلى عرف الجميع أن إيطاليا كسبت القرعة واندفع جميع اللاعبين لعناقه. فازت إنكلترا على الاتحاد السوفياتي 2-صفر لبوبي تشارلتون وجيف هيرست.