اتخذت أسعار النفط العالمية مسارها باتجاه الهبوط متنازلة عن أعلى مستوياتها التي بلغتها الاسبوع الماضي مستجيبة بذلك لوعود رئيس اوبك بورنومو يوسجيانتورو التي أشار خلالها الى ان المنظمة تدرس زيادة كبيرة في إنتاجها لإحداث "أثر نفسي".في الوقت الذي ساعدت به تصريحات وزير الطاقة الأمريكي سبنسر أبراهام أيضا على تراجع أسعار الخام عندما قال انه يرى علامات على إمدادات إضافية من المكسيك ونيجيريا وروسيا فضلا عن الإمدادات الإضافية التي وعدت بها المملكة بالفعل. وكانت أسعار النفط التي سجلت ارتفاعا قياسيا في السابع عشر من مايو(85ر41 دولار) المحور الأساسي لاجتماع مجموعة السبع (المانيا وكندا والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان) بالإضافة الى روسيا. ويبدو ان الدول المنتجة والدول المستهلكة متفقة على "السعر المثالي" للبرميل وقال وزير الخزانة الاميركي جون سنو ان سعرا يتراوح بين 22 و28 دولارا "يبدو مناسبا". وأعلن رئيس أوبك أن المنظمة تدرس ثلاثة خيارات لزيادة إنتاج النفط بالاستناد إلى تقديرات تفيد أن المنظمة تضخ بالفعل 2.3 مليون برميل يوميا زيادة على سقفها الإنتاجي. وأوضح بورنومو الذي يشغل منصب وزير النفط الإندونيسي أيضا أن الخيارات تشمل زيادة الإنتاج بمليون برميل يوميا أو إضفاء الشرعية على كل تجاوزات الإنتاج من خلال رفع السقف 2.3 مليون برميل يوميا أو زيادة الإنتاج أكثر من 2.3 مليون برميل يوميا. واعتبر أن الخيار الثالث يمثل زيادة ملموسة مما يعطي تأثيرا نفسيا لخفض أسعار النفط. مشيرا إلى أن الخيارين الآخرين قد لا يكون لهما تأثير على أسعار النفط رغم أن المملكة تعهدت بزيادة الإنتاج على أية حال. وتأتي هذه التصريحات في وقت أظهرت فيه الأسهم اليابانية استقرارا مع تحقيق مكاسب محدودة في الصناعات الإلكترونية وسط أجواء من الحذر بشأن أسعار النفط قبل اجتماع أوبك في بيروت الأسبوع الجاري. وقال وزير الطاقة الأميركي ان المخاطر الأمنية في الشرق الأوسط ودول أخرى منتجة للنفط لا تبرر ارتفاع أسعار النفط للمستويات الحالية، مشيراً إلى أن البعض يرى أن هناك نوعا من الزيادة السعرية الناجمة عن الخوف في السوق بسبب خطر حدوث انخفاض في الإنتاج في بعض الأماكن مثل العراق وفنزويلا ونيجيريا. وأوضح أنه عندما انخفض الإنتاج بشدة من هذه الدول الثلاث في العام الماضي بسبب الاضطرابات فيها فإن الأسعار لم تصل الى المستوى الذي تبلغه حاليا عند نحو 40 دولارا للبرميل من الخام الأميركي. وفي تلك الأثناء ظلت أسعار النفط الأميركي على قوتها فوق مستوى 41 دولارا للبرميل مع تخوف المتعاملين من أن توقعات لزيادة في المخزونات البترولية الأميركية وتزايد إنتاج أوبك لن تردع المضاربين عن دفع السوق للصعود. و دفعت مشتريات قوية من صناديق استثمارية أسعار النفط لتقفز بنسبة 27% منذ بداية العام الحالي وسط تنامي الطلب ومخاوف بشأن أمن الإمدادات ونقص في المعروض من البنزين في الولاياتالمتحدة. وتأثرت سوق الخام ايضا بتراجع حاد لاسعار البنزين الامريكي في بورصة نايمكس مع اقبال المضاربين على البيع بهدف جني الارباح بعد المستويات القياسية المرتفعة التي قفزت اليها الاسعار مؤخرا. وأغلق سعر الخام الأمريكي الخفيف للعقود تسليم يوليو منخفضا 1.26 دولار اي حوالي ثلاثة في المائة الى 39.44 دولار للبرميل بعد ان هبط في وقت سابق الى 39.00 دولارا وهو ادنى مستوياته للجلسة. وكان الخام الامريكي قد قفز لاعلى مستوياته في 21 عاما في السابع عشر من الشهر الحالي عندما سجل 41.85 دولار. وفي لندن هبط سعر خام القياس الاوروبي مزيج برنت لعقود يوليو 83 سنتا او 2.3 في المائة ليغلق على 36.25 دولار للبرميل بعد ان سجل في وقت سابق من الجلسة مستوى اكثر انخفاضا بلغ 35.95 دولار. وبلغ سعر البنزين الامريكي في اواخر التعاملات في نايمكس 1.38 دولار للجالون منخفضا 3.92 سنت اي بنسبة 2.8 في المائة بعد ان ارتفع من أدنى مستوياته للجلسة البالغ 1.3480 دولار. وقال متعاملون ان اسعار البنزين للعقود الاجلة هوت بنسبة خمسة في المائة في بورصة نايمكس التجارية بنيويورك يوم الخميس مع اقبال التجار على البيع لجني الارباح بعد المستويات القياسية المرتفعة التي سجلتها الاسعار مؤخرا. وهبط سعر البنزين للعقود تسليم يونيو الى 1.3480 دولار للجالون وهو ادنى مستوى له منذ الثاني عشر من مايو. وكانت اسعار البنزين قد سجلت اعلى مستوياتها على الاطلاق في العشرين من مايو عندما قفزت الى 1.47 دولار للجالون. وجاء تراجع البنزين مع هبوط سعر النفط الامريكي للعقود تسليم يوليو الى 39.00 دولارا للبرميل منخفضا 1.70 دولار او 4.4 في المائة وسط تقارير عن ان اوبك تدرس رفع سقف انتاجها اثناء اجتماعها في بيروت في الثالث من يونيوالقادم. سبنسر أبراهام