من أسقط الهلال في الشارقة؟ وما أسباب انهيار الثلثاء الحزين الذي لن ينساه الهلاليون؟.. الكثير من علامات الاستفهام تدور في أذهان الجمهور السعودي عموماً والهلالي خصوصاً، وذلك بعد خروج الفريق من الدور الأول في دوري أبطال آسيا لكرة القدم على يد الشارقة بخمسة أهداف مقابل هدفين لتبقى تلك النتيجة وصمة عار في تاريخ الهلال الذي لم يتلق مثل تلك الخسارة طيلة تاريخه. وعاش الغالبية من الجمهور الهلالي أوقاتاً عصيبة وبدأ البعض يسخر من الفريق عبر وسائل الاتصال عن طريق رسائل الجوال، وستكون تلك الخسارة حديث المجالس إلى وقت بعيد. ورفض لاعبو الهلال الدفاع عن أنفسهم وفروا هاربين من ملعب الشارقة بسرعة فائقة، ولكن علموا أنهم لن يسلموا من الانتقادات اللاذعة في بلادهم، وبالفعل لم تستقبلهم الجماهير في الرياض بالورود كما هي العادة دوماً عند وصول الفريق من خارج السعودية، بل لاحقت أعضاء الهلال سخرية وسخط عريض من الجميع أثناء عودتهم من الإمارات. ويسعى الجمهور الهلالي إلى غسل همومه بتوجيه السخرية للاعبين. ولم تكن السخرية من الجماهير فقط، بل إن الصحافة السعودية خرجت بعناوين رئيسة مثيرة من جراء الخسارة الثقيلة. وكتبت صحيفة "الرياضية" في صدر الصفحة الأولى "فضحتنا يا زعيم" كما جاء عنوان آخر في الصحيفة ذاتها "الحادي عشر يا زعيم.. دمرك بخمسة في الصميم"، أما صحيفة "الرياضي" التي عاودت الصدور أخيراً بحلة جديدة فجاء عنوانها "كبيرة... يا هلال!"، وكتبت في عنوان آخر "الزعيم ودع الآسيوية بهزيمة مخجلة"، وسلكت "عالم الرياضة" النهج ذاته في السخرية من الهلال فجاء عنوانها الرئيس "سقوط تاريخي للهلال" كما كشفت عن اشتباكات بين المدرب التونسي أحمد العجلاني ومساعده الوطني حسين الحبشي، وأشارت إلى أن العجلاني واللاعبين في طريقهم للتحقيق. أما صحيفة "الجزيرة" فخرجت بعنوان "خماسية شرقاوية تدخل الهلال عالم الفضائح" ووصفت الهزيمة بأنها أكبر سقوط في تاريخ الهلال. وأشارت صحيفة "الرياض" إلى أن الحارس الدولي محمد الدعيع سيخضع لمساءلة بعد ولوج مرماه خمسة أهداف. التاريخ لن ينسى لا يختلف اثنان على أن اللقب الذي أطلق على الهلال وهو "الزعيم" لم يأت من فراغ وإنما بسبب تحقيقه بطولات عدة منها ست بطولات آسيوية، لكن خسارته أمام الشارقة بخمسة أهداف ستهز أركان النادي، وقد يفقد اللقب في ظل استمراره على هذه الحال. فلن يذكر التاريخ أن الهلال تزخر صفوفه بلاعبين عواجيز لم تعد أقدامهم قادرة على الركض في الميادين كما كان في سابق عهدهم، وهم لم يقتنعوا بعدُ بأنهم تخطوا السن التي تسمح لهم باللعب إلى أن تلقوا ضربة الشارقة. ولن يذكر التاريخ أن نجوم الهلال لم يتعاملوا بجدية مع مجريات المباراة ولم يحترموا خصمهم الذي جعلهم في النهاية فرجة للجميع. ولن يذكر التاريخ أن المدرب العجلاني لم يعرف كيف يتعامل مع مجريات المباراة بعد التشكيلة التي وضعها إلى جانب تغييراته غير المجدية. ولن يذكر التاريخ أن الشارقة يحتل المرتبة ال11 في الدوري الإماراتي في هذا الموسم. وسيذكر التاريخ ويدوّن في طياته أن الهلال خسر بخمسة أهداف من الشارقة للمرة الأولى منذ تأسيسه. احتفالات في الإمارات في المقابل... المشهد الإماراتي أول من أمس، كان أشد إثارة، واحتفالاً بالانتصار، كانت ليلة عيد في الإمارات، وسيبقى يوم 18 من أيار مايو محفوراً في ذاكرتها طويلاً. كانت القلوب منفطرة بين ملعب الشارقة والعاصمة السورية دمشق. لنكن أكثر دقة، كانت كل القلوب والعقول والحناجر متجهة لملعب الشارقة، حيث استقبل "الملك" وهو لقب الشارقة "الزعيم" الهلال بتاريخه وأمجاده وصولاته وجولاته العربية والآسيوية، وقلة قليلة آمنت بأن يحدث القوة الجوية المفاجأة الكبرى ويطيح بالسد القطري، لتتحقق عدالة السماء. كان الاستنفار لمباراة الملك الإماراتي والزعيم السعودي كبيراً، جماهيرياً وإعلامياً، غصّت المدرجات بما رحبت، وكان أجمل ما زينت به تنقل 2000 مشجع من العين إلى الشارقة لحضور "أم المعارك" في دربي الخليج. كان الجميع يدرك المرحلة الانتقالية الصعبة التي يعيشها الهلال، إلا أن الفرجة على النجوم واللعب المثير كانا مضمونين والتنافس بين جيلين عربيين في مدرسة التدريب جمعة ربيع الإماراتي والعجلاني التونسي، مثلما دشن الكأس شريط الخماسية التاريخية بهدف جميل من منتصف الملعب، عدل المايسترو سامي الجابر بعد دقائق معدودات بآخر على شاكلة روائع بلاتيني. أصبح الهلال متقدماً في نهاية الشوط الأول بعد هدف عبد الله الشريدة في الدقيقة 39، ليحمل الشوط الثاني انتفاضة شرقاوية ورباعية البرازيلي أندرسون والعنبري وهدف لا أجمل من نواف مبارك. لاح الهلال منتفضاً مفتقداً قتالية الزعامة وعنفوان الشباب، وأبرز شيء في هذه المباراة حاجته لتجديد شرايينه، ونهاية اللعبة لرموزه الكبار، وفي مقدمهم الحارس الدعيع. وما إن أعلن الحكم جاسم الهيل صافرة النهاية حتى عمت مسيرات الفرح شوارع الشارقة التي اكتظت بناسها وسياراتها إلى ساعة متأخرة من الليل ووزعت الحلويات على نخب أكبر انتصار إماراتي في تاريخ المنافسات ما بين الأندية السعودية والإماراتية. أما في العاصمة أبو ظبي فكان يكفي سماع أحباء الوحدة الخبر السار والمفاجأة الكبرى بترشيحهم ناديهم للدور الثاني بعد انتصار القوة العراقية على السد القطري حيث تهافت قرابة 5 آلاف شخص على مقر النادي الذي شهد احتفالات شارك فيها رئيس مجلس الشرف الوحداوي الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان لاعبي الفريق الذي قطعوا مرانهم والجماهير الوحداوية التي فرحت بعد القرارات الأخيرة للاتحاد الآسيوي وتضرر النادي الإماراتي فيها.. انقسم الناس حول متابعة الاحتجاج على هذه القرارات الظالمة وغلبت الفرحة لحظات الغضب والانفعال، وأعلن ليلتها عن تعاقد الوحدة مع هداف الدوري الدنماركي الزامبي ميوتو بعد استغنائه بالجملة عن لاعبيه الأجانب. غابت معركة القادسية وأصبحت ذكرى من الماضي لتبدأ الأندية الإماراتية استحقاقات الدور الثاني الآسيوي.