أكد الجيش البريطاني أمس ان اعادة نشر قواته في العراق باتجاه المناطق السنية الشمالية"مسألة أسابيع"بعدما اعتبر المجازفة في الانتقال الى هذه المناطق"في حدود المقبول"، فيما كشفت صحيفة بريطانية أن قرار الحكومة في هذا الشأن اتخذ الأسبوع الماضي، على رغم اصرار رئيس الوزراء توني بلير امس على أنه ما زال موضع بحث. وجاء ذلك في وقت أعلنت ايطاليا أن العراق سيطلب منها سحب قواتها بعد الانتخابات المقررة في كانون الثاني يناير المقبل. وبعدما أوضح الجنرال في الجيش البريطاني جون ماكول لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أن"اعادة الانتشار هذه ستكون محددة زمنياً وستنفذ في غضون أسابيع لا أشهر"وأن"الرأي السائد هو أن حدود المجازفة مقبولة"، قال:"على حد علمي، لم يتخذ القرار النهائي بعد". وأضاف:"لكنني لا اعتقد بأنه سيكون من الحكمة عسكرياً الرد سلباً على هذا الطلب". لكن صحيفة"ذي دايلي تلغراف"نقلت عن مصدر عسكري بريطاني ان"هذا القرار اتخذ بالفعل منذ أكثر من أسبوع وان نقل الوحدات العسكرية بدأ عملياً". وقال بلير امام مجلس العموم امس"لم نتخذ قراراً بعد. نحن على وشك الدخول في فترة من النشاط العسكري المتزايد في العراق. لا شأن للقرار بالانتخابات الاميركية لكنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالانتخابات العراقية". وكان 45 نائباً عمالياً وقعوا على اقتراح يطالب باجراء اقتراع في مجلس العموم على مسألة نقل قوات بريطانية الى منطقة قريبة من بغداد يعتقد بأنها ستكون اما الاسكندرية أو اللطيفية. في روما، أعلن وزير الدفاع الايطالي انطونيو مارتينو في حديث الى صحيفة"كورييري ديلا سيرا"الايطالية ان العراق سيطلب"قريباً"من روما سحب قواتها. وقال الوزير الايطالي:"في كانون الثاني ستنظم الانتخابات التي تنبثق منها حكومة عراقية شرعية التي ستطلب انسحاب قوات التحالف سريعاً. والعراقيون يعبرون عن رغبتهم في تولي شؤونهم بأنفسهم، وأصبح لديهم اكثر من مئة الف جندي وشرطي مدربين ومجهزين بالعتاد". وتابع:"لنتكلم بوضوح: لن ننسحب هرباً بل لأننا أنجزنا مهمتنا ومن المستحيل تحديد موعد لذلك. لا بد من تنفيذ الشروط اذ لا يمكننا الرحيل قبل أن يثبت العراقيون بنهم يسيطرون على الارهاب". واوضح أن"رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي يريد تسريع موعد رحيل جنود التحالف"، مشيراً الى أن"علاوي الذي يوصف بأنه دمية بين أيدي الاميركيين لا يخضع للولايات المتحدة ويرى أن انتشاراً أقل وضوحاً لقوات التحالف يمكن أن يساعد في ارساء الديموقراطية". وأكد مارتينو أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد"قال لي بوضوح إن علاوي يرغب في التمكن من مواجهة تهديد الارهاب بمفرده والاميركيون لا يعترضون على ذلك ومستعدون لتقديم مساعدة خارجية والمعدات اللازمة وسيسرهم الانسحاب عندما يصبح الوضع تحت سيطرة القوات العراقية".