أجرى قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم التشاورية أمس في جدة تقويماً للأوضاع في المنطقة الخليجية والعالم العربي، وعبروا عن مواقف سياسية مشتركة تجاهها، عبر عنها تصريح صحافي مكتوب أدلى به الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية. واشار التصريح الى ان أول الموضوعات التي اهتمت بها القمة كان "تفاقم ظاهرة الارهاب واستمرار تهديدها للأمن والاستقرار"، فدان القادة العمليات الارهابية المتكررة التي وقعت أخيراً في السعودية، واكدوا وقوف جميع الدول الأعضاء الى جانب المملكة ودعمهم وتأييدهم المطلق للاجراءات التي تتخذها "لمواجهة هذه الفئة الدخيلة المضللة" مشيدين بقدرة الاجهزة الأمنية السعودية وكفاءتها... وجددوا نبذهم كل مظاهر التطرف والعنف والارهاب "على اختلاف اشكاله وصوره وأياً كان مصدره أو دوافعه ومنطلقاته"، باعتباره "آفة دولية تهدد أمن العالم واستقراره وتتطلب جهداً دولياً مكثفاً لمحاربته والقضاء عليه". وفي هذا المجال علمت "الحياة" أن ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ركز في حديثه الى القادة الخليجيين على ظاهرة الارهاب والأفكار المتطرفة التي يستند اليها الارهابيون في أعمالهم التخريبية وضرورة التعاون المشترك للتصدي لافكار التطرف المغالية ومحاربتها، وهذا ما ستعمل عليه الاتفاقات الخليجية المشتركة لمحاربة الارهاب التي وقعها وزراء الداخلية في الكويت يوم 4 ايار مايو والتي اتفق القادة الخليجيون على سرعة اقرارها والبدء بالعمل بها. وأشار التصريح الى ترحيب القادة الخليجيين بتوقيع الاتفاق واعتبروه "خطوة معززة للتعاون والتنسيق الأمني بين الدول الأعضاء حفاظاً على الارواح والممتلكات". وابلغ أحد الوزراء الذين شاركوا في اجتماع القمة ان الوفود الخليجية شعرت من خلال كلام ولي العهد السعودي بالثقة في قدرة المملكة وسلطاتها على التصدي للارهاب والقضاء عليه. الى ذلك، ابدى القادة الخليجيون عن أسفهم لقرار الولاياتالمتحدة القاضي بفرض عقوبات اقتصادية على سورية وعبروا عن أملهم في ان تعيد واشنطن النظر في هذا القرار، بعد اشادتهم بالموقف السوري من مختلف القضايا العالقة. كما أعربوا عن استيائهم لاستمرار انتهاج الحكومة الاسرائيلية "أساليب ارهاب الدولة متمثلة في اغتيال القيادات الفلسطينية ورموزها وتعريض الشعب الفلسطيني للتنكيل والتجويع وهدم المنازل والابعاد"، ودعوا المجتمع الدولي الى العمل على حمل اسرائيل على الوقف الفوري لهدم المنازل الفلسطينية، وبعدما اعادوا تأكيد مبادرة الأمير عبدالله للسلام والتي تبنتها قمة بيروت العربية ومرتكزات خريطة الطريق. وفي الشأن العراقي دانت القمة الخليجية واستنكرت بشدة المعاملة اللانسانية والجرائم التي يمارسها جنود الاحتلال ضد السجناء العراقيين، ودانوا العمليات الارهابية في العراق - من دون ان يحددوها - وعبروا عن قلقهم البالغ من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في العراق الشقيق". واكدوا ضرورة تحقيق التضامن العربي معربين عن تطلعهم الى ان تتوصل القمة العربية المقبلة "لكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك". وكانت قمة الخليج التشاورية السادسة بدأت أعمالها في جدة وسط اجراءات أمنية شديدة لم تشهدها المدينة. وعقدت جلسة عمل استغرقت نحو ساعتين ونصف الساعة حضرها الأمير عبدالله والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير قطر والشيخ صباح الأحمد رئيس وزراء الكويت والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رئيس وزراء دولة الامارات وحاكم دبي والسيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس وزراء عمان السلطان قابوس بن سعيد ووزراء خارجيتهم. والتقى القادة بعد ذلك على مأدبة عمل ناقشوا خلالها بعض الموضوعات الثنائية. وعلمت "الحياة" انه رغم حضور أمير دولة قطر للقمة ومشاركته بلقاء القادة مع العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز وزيارتهم للأمير سلطان بن عبدالعزيز للاطمئنان عليه في المستشفى، إلا انه لم يحصل أي تقدم على صعيد كسر الجليد في العلاقات بين الرياض والدوحة على رغم المساعي التي بذلها الشيخ صباح الاحمد الصباح رئيس الوزراء الكويتي في جولته التي زار خلالها الرياض والدوحة قبل اسبوعين. من جهة اخرى، علمت "الحياة" ان ولي العهد السعودي الامير عبد الله لن يحضر اجتماع القمة العربية المقبل في تونس وان وزير الخارجية الامير سعود الفيصل سيرأس وفد المملكة الى القمة المقررة يوم السبت المقبل. وعزت مصادر سعودية مطلعة تغيب الامير عبد الله عن القمة مرده الى "ارتباطات داخلية تمنعه من الحضور". وكان مقرراً ان يرأس الامير الفيصل وفد المملكة الى اجتماع القمة في اذار مارس الماضي قبل تأجيله.