في اجتماع تحت عنوان "صوت الولاياتالمتحدة في الاصلاح" في الشرق الاوسط عقد في الاردن على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي دافوس، تبادل المسؤولون الفلسطينيون والاسرائيليون اتهامات قوية في شأن المسؤولية عن الطريق المسدود الذي وصلت اليه محادثات السلام بعد 56 سنة من الصراع. وقال وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث: "توقفوا عن لوم الفلسطينيين على كل شيء. كفوا عن القول بأن على الشعب الخاضع للاحتلال أن يبرهن على عقلانيته قبل أن ينسحب المحتلون من وطنه". ورد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان موقف شعث يمثل "العقبة الأساسية أمام أي تقدم حقيقي". وأضاف ساخرا: "الكل مذنب! الكل مسؤول! الكل ساهم في الفشل عدا الفلسطينيين. انه شعث لم يسمع عن الارهاب الفلسطيني". ودعا السلطة الى "السماح للفلسطينيين... بالتظاهر ضد حكومتهم لاجبارها على العمل ضد الارهاب وعلى التخفيف من عنادها واتخاذ خطوات جدية تقود... الى وقف نار حقيقي". ورد شعث: "مشكلة السيد أولمرت انه لا يدرك فعلا أن حكومته محتلة واننا شعب تحت الاحتلال... كلمة الاحتلال ليست أبدا في ذهنه". وكان مع المسؤولين الفلسطيني والاسرائيلي على المنصة وزير الخارجية الأميركي المساعد لشؤون الشرق الأدنى وليام برنز، وعضو الكونغرس كرستوفر شايز من الحزب الجمهوري، ومسؤول وزارة الخارجية الأميركية السابق آرون ميلر. وحدد برنز أربع أولويات لواشنطن في الشرق الأوسط، هي الصراع العربي - الاسرائيلي والعراق ومكافحة الارهاب والاصلاح. واعتبر في ما يخص القضية الفلسطينية ان "الأمل هو الضحية الرئيسية بالنسبة الينا جميعا" منذ اندلاع المواجهات الدموية بين الاسرائيليين والفلسطينيين في أيلول سبتمبر عام 2000. وأضاف: "المفارقة المحزنة... هي أن ملامح حل دائم لم تكن أبدا أوضح مما هي عليه الآن: انه حل الدولتين... المتعايشتين جنبا الى جنب بسلام وأمن وكرامة". وعن العراق، قال ان واشنطن تريد أن ترى "عراقا موحدا مرفها وآمنا يتعايش بسلام مع نفسه وجيرانه". واعترف بالصعوبات التي تواجهها الولاياتالمتحدة هناك: "عندما ننظر الى العراق نرى اننا بحاجة الى جرعة كبيرة من التواضع، وهو ليس ما يعرف عن الأميركيين دوما... الحقيقة عندما ننظر الى مجريات السنة الماضية هي أننا ارتكبنا اخطاء" - أبرزها، على حد قوله، كان الانتهاكات التي تعرض لها السجناء العراقيون. وأعرب عن موافقته على اعلان العاهل الأردني عبد الله الثاني بأن لا سبيل لنجاح خطة للاصلاح تصوغها وتفرضها الولاياتالمتحدة. الا انه قال ان لشعوب وقادة المنطقة "مصلحة عميقة" في العملية، و"لن ننجح في اعادة بناء الثقة في المنطقة... من دون قيادة أميركية قوية، ولن ننجح من دون اتخاذ قرارات صعبة من قيادات وشعوب المنطقة". ولم يتوقع ميللر، وهو حاليا رئيس مجموعة "بذور السلام" في نيويورك التي تعتني بشؤون السلام في المنطقة، أي تقدم في قضية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني نوفمبر. واضاف: "لنا علاقة تبقى وثيقة مع اسرائيل وستستمر بغض النظر عن أي تقدم أو تراجع في الصراع... لكن هذا لا يعني ان الولاياتالمتحدة لا تستطيع ان تكون وسيطا فاعلا". وحض شعث الولاياتالمتحدة على التدخل أكثر في عملية السلام، مذكّرا ان "لأميركا أدوارا اخرى مهمة غير كونها الحليف الاستراتيجي لاسرائيل".