يقول وسيط الولاياتالمتحدة المخضرم في شؤون الشرق الاوسط ارون ميلر بعد ان قضى 15 عاما في العمل كمستشار لستة وزراء للخارجية الاميركية انه انه على رغم مضي عامين على ادارة الرئيس بوش فان بامكانها لملمة شتاتها واستئناف وساطتها النشطة بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال ل"رويترز" في مقابلة في الاسبوع الماضي ان نشوب حرب في العراق من شأنه ان يخلق فرصة لكسر الجمود في الشرق الاوسط بعد عامين من مجيء الرئيس الاميركي جورج بوش الى سدة الحكم وانتخاب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. واضاف: "لا يمكن لاحد ان يصدر تكهنات الان بشأن دور الادارة بعد ثلاثة اشهر من الان او ستة شهور من الان او سنة من الان". وتابع يقول: "أيا كانت الاستنتاجات التي وصل اليها الناس، أعتقد انهم بحاجة الى ان يأخذوا نفسا عميقا وان يدركوا ان الظروف والاحداث يمكن ان تتغير كثيرا". ولفت الى الطريقة التي حول بها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر تركيزه الى الصراع العربي الاسرائيلي من بعد حرب الخليج عام 1991. وأضاف ميلر الذي يغادر الخارجية الاميركية ليدير جماعة "بذور السلام" التي تدعو لقيام اتصالات بين الفلسطينيين والاسرائيليين: "في الشهور الثمانية او التسعة التالية عملت معه بيكر في واحدة من أجمل الفترات كي نرتب لمؤتمر مدريد". وتولى ميلر اول مهمة في الشرق الاوسط في عهد وزير الخارجية الامريكي الاسبق جورج شولتز عام 1988. وبعد ذلك صار مستشارا لمبعوث الولاياتالمتحدة للشرق الاوسط دينيس روس الذي ترك منصبه في بداية عهد ادارة الرئيس بوش. وسافر ميلر الى الشرق الاوسط مع مبعوث بوش الجنرال الشابق انتوني زيني. وحينما قلل بوش مساعي الوساطة قضى ميلر مزيدا من الوقت وهو مهمش في واشنطن. وصرفت واشنطن تركيزها عن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي لتركز جهودها على احتمال شن حرب على العراق. وتبنى بعض المسؤولون في ادارة بوش رؤية رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بان الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين ستسهل حل الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين. ونأى ميلر بنفسه عن تلك الرؤية وقال ان النزاع العربي - الاسرائيلي له منطقه الخاص ومساره الخاص. واضاف: "ان افضل ما قد يتمخض عنه العمل العسكري ضد العراق لن يسهل التفاوض على الوضع النهائي بين الاسرائيليين والفلسطينيين ولكن من شأنه ان يسمح بتخفيف حدة الازمة الحالية". وأبدى ميلر قبولا مترددا لقرار بوش نبذ عرفات وقال ان بوش اذعن لحقيقة ان شارون ليس بمقدوره التعامل مع الرئيس الفلسطيني وان الولاياتالمتحدة بحاجة للاحتفاظ "بالوضوح الاخلاقي في ما يتعلق بالارهاب" من بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر.