نفت وزارة الدفاع الاميركية امس الانباء التي ذكرت ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أقر الاجراءات التي اتبعت في استجواب المعتقلين في سجن ابو غريب العراقي وشملت التعذيب وانتهاك حقوق الموقوفين. ووصف لورانس دي ريتا الناطق باسم البنتاغون المعلومات التي نشرتها مجلة "نيويوركر" بأنها "غريبة وتآمرية ومبنية على تخمينات مجهولة"، وقال ان الانتهاكات التي تعرض لها السجناء العراقيون في أبو غريب وظهرت في صور وأشرطة فيديو "ليس لها اي أساس في أي برنامج مصرح به أو كتيب تدريبات أو تعليمات أو أي أمر أصدرته وزارة الدفاع" . وقالت "نيويوركر" ان خطة الاستجواب كانت "برنامجا خاصا" سريا على أعلى المستويات يسمح بقتل واعتقال ما يسمى بالاهداف عالية القيمة في المعركة ضد الارهاب .وذكرت ان مثل هذه الاساليب السرية استخدم بكثافة في افغانستان ولكن بصورة اقل في العراق فقط في البحث عن الرئيس المخلوع صدام حسين واسلحة الدمار الشامل . في هذا الوقت، قدم وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس اعتذاراً الى السجناء العراقيين الذين تعرضوا لانتهاكات بعد يوم واحد من خطاب وعد فيه بأن يأخذ العدل مجراه. وقال للصحافيين على هامش "منتدى دافوس الاقتصادي" في الاردن "قدم الرئيس اعتذاره نيابة عن الامة .وانني اؤكد ذلك الاعتذار .لقد صدمنا بما جرى في ابو غريب .نعتذر لاولئك الذين انتهكت حقوقهم بهذا الاسلوب البشع" . واضاف: "اننا نفعل كل ما يمكننا لمعالجة ما تصفونه بالاحباطات داخل العالم العربي .الجميع يقول انه يتعين ان نعيد السيادة الى الشعب العراقي حتى لا يبدو الامر كاحتلال .هذا بالضبط ما نحاول القيام به وما نخطط لانجازه بنهاية حزيران يونيو" . وقالت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان احد ضباط الاستخبارات الاميركيين في سجن ابو غريب وضع في تشرين الثاني اكتوبر الماضي برنامجا للتعامل مع معتقل سوري من اجل "كسر ارادته" . وروت الصحيفة ان الاستخبارات الاميركية كانت تشتبه في ان أحد المعتقلين السوريين كان على علم بعمليات تهريب الاموال والسلاح ونقل المقاتلين الى داخل العراق لكنه يرفض الكشف عما لديه من معلومات . واضافت ان الكولونيل في الاستخبارات الاميركية توماس باباس اقترح في رسالة سرية وجهها الى اعلى مسؤول عسكري اميركي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز استخدام وسائل تحقيق "تزيد بشكل كبير احساس الخوف" لدى المعتقل . واقترحت الرسالة الاستعانة بالشرطة العسكرية التي كانت مكلفة عمليات المراقبة في السجن في الوقت الذي لم يكن لهذه الشرطة اي دور في عمليات الاستجواب في ضوء القواعد المعمول بها . وبين الوسائل التي دعا اليها الكولونيل في التعامل مع المعتقل السوري "اقتحامه" والقاء الكراسي والطاولات حوله ثم تغطية رأسه واقتياده الى زنزانة انفرادية وسط ضجيج هائل من نباح الكلاب وبعد ذلك نزع ملابسه ومنعه من النوم ثلاثة ايام بالاستجواب وبالموسيقى الصاخبة . وقالت الصحيفة اخيرا انها لا تعرف ما اذا كان الجنرال سانشيز وافق ام لا على اقتراحات الكولونيل باباس .