عبّر موفد الأممالمتحدة إلى العراق الأخضر الإبراهيمي عن تفاؤله بإمكان التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية عراقية من دون الالتزام بمبدأ المحاصصة، نافياً وجود خلافات مع الأكراد حول طبيعة المشاركة الكردية في الحكومة الانتقالية. فيما أكد رئيس الدورة السابقة لمجلس الحكم زعيم "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني "استعداده الكامل للتعاون مع الإبراهيمي"، مشدداً على أن مجلس الحكم سينتهي دوره مع تشكيل الحكومة الانتقالية. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أمس مع بارزاني في صلاح الدين شمال اربيل، ان محادثاته مع بارزاني وأعضاء مجلس الحكم كانت مثمرة، وان "كردستان العراق ستكون جزءاً من عراق المستقبل"، مؤكداً أن العراق بحاجة إلى الاسراع في تشكيل مجلس للوزراء ومجلس آخر أكثر من استشاري وأقل من تشريعي له صلاحيات محددة، إضافة إلى تشكيل لجنة وطنية مهمتها الاشراف على الانتخابات المقبلة". يُشار إلى أن بارزاني وطاقماً من المكتب السياسي لحزبه، بينهم ينتشيروان بارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان العراق إدارة اربيل عقد أول من أمس اجتماعاً مع الإبراهيمي على هامش "مؤتمر السيادة والديموقراطية" الذي أنهى أمس أعماله، وألقى فيه الإبراهيمي كلمة شرح فيها وجهة نظره حول الطبيعة المتوقعة للحكومة العراقية المقبلة. إلى ذلك، عقد الطرفان الكردي والدولي اجتماعاً آخر في صلاح الدين بحضور الحاكم المدني الأميركي بول بريمر ومبعوث البيت الأبيض إلى العراق ديفيد بلاكويل ورئيسي مجلس الحكم، الحالي عز الدين سليم، والمقبل غازي الياور. وأشار مصدر كردي مطلع، لم يشأ ذكر اسمه، إلى وجود خلافات محددة بين الجانب الكردي والإبراهيمي، تتعلق بادراج قانون إدارة الدولة العراقي الموقت في أي قرار جديد يصدره مجلس الأمن حول العراق وبشغل الأكراد لمنصب سيادي في إطار الحكومة الانتقالية، لكن الإبراهيمي نفى في المؤتمر الصحافي وجود مثل هذه الخلافات، مشدداً، في عبارة عامة، على أن العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات، وان توزيع المناصب في الحكومة الانتقالية "لا يشكل عائقاً". من جهة أخرى، أكد رئيس الدورة الحالية لمجلس الحكم عز الدين سليم ان المحادثات التي أجراها الوفد العراقي، وبضمنه بارزاني، مع الإبراهيمي، كانت بناءة وجاءت "استكمالاً لمحادثات أخرى جرت في الموصل والبصرة". وقال سليم ل"الحياة" في صلاح الدين، إن "الأحداث المأسوية في الفلوجة ومدن جنوبية في العراق لن تؤخر العملية السياسية الجارية ولن تؤثر فيها"، نافياً في الوقت نفسه "مشاركة قوات البيشمركة الكردية في تلك الأحداث"، ومعتبراً "أن الجهات التي تثير هذه المسألة إنما تخشى من الديموقراطية في العراق". إلى ذلك، أكد سليم أن وجود الإبراهيمي في العراق "يُعطي الشرعية الدولية للعملية السياسية في العراق"، مشدداً على أن الجميع، بمن فيهم الإبراهيمي، يعمل من أجل إقامة "حكومة تهدئة" تتولى تهيئة الأجواء للانتخابات المقبلة. لكنه أوضح أيضاً ان من غير الممكن "القطع أو الجزم بتوصلنا إلى اتفاق محدد حول تسلم السلطة".