أعلنت في القاهرة اليوم (الثلاثاء) ولادة ائتلاف جديد للمعارضة السورية يحمل اسم مجلس الأمناء الثوري السوري، قام بتكليف المعارض هيثم المالح بتشكيل حكومة سورية انتقالية. وعقد مجلس الأمناء الثوري السوري مؤتمره التأسيسي في القاهرة اليوم، وفي ختام أعماله أعلن هيثم المالح أن هذا الائتلاف الذي يضم معارضين غير حزبيين، طلب منه تشكيل حكومة انتقالية مقرها القاهرة. وقال المالح "كلفني الإخوة بقيادة حكومة انتقالية وأن ابدأ بالتشاور مع المعارضة في الداخل والخارج"، معتبرًا أن "المرحلة الحالية تتطلب منا التعاون مع المعارضة في الداخل والخارج لتشكيل حكومة انتقالية". وكان المالح استقال من المجلس الوطني السوري المعارض في مارس الماضي منتقدًا أداء هذا المجلس. ويعد المالح (81 عامًا) من أبرز المعارضين للنظام السوري منذ أيام الرئيس السابق حافظ الأسد وأمضى سنوات طويلة في السجن. وفي ذات السياق أعلن مسؤول كردي عراقي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس اليوم أن قوات كردية قامت بتدريب أكراد سوريين في مخيمات إقليم كردستان العراق "لملء أي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوري". وقال هيمن هورامي مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني "الشباب الكرد السوريون عددهم قليل جدًا وتم تدريبهم تدريبات بدائية في مخيمات الإقليم". وأضاف أن هذه التدريبات التي تلقاها الأكراد السوريون على أيدي قوات كردية تهدف إلى "ملء أي فراغ أمني بعد سقوط النظام السوري". من جهته، قال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا والعضو في الهيئة العليا الكردية إن التدريبات التي تلقاها الأكراد في كردستان العراق "كانت بهدف الحماية"، لكنه تحفظ على فكرة السماح لهم بدخول سوريا مجددًا. وأوضح في تصريح لفرانس برس "نحن نقدر هذا ولكن إذا كان هؤلاء يريدون الاندماج في أي مؤسسة في غرب كردستان، فإنهم بحاجة إلى تدبير معين، ولكن من يريد العودة إلى بيته فهو مرحب به ولكن ليس مسلحًا". بدوره، قال عبدالحكيم بشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردي وعضو المجلس الوطني الكردي السوري إنه "في الوقت الحالي لا يوجد قرار سياسي بإعادة الأكراد المنشقين من الجيش السوري". وتابع "هم استكملوا تدريبهم وعملهم ليس من أجل القتال ولكن من أجل حماية المناطق الإستراتيجية بعد سقوط النظام". وتأتي هذه التصريحات في وقت يزور فيه رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، لإقناع الهيئة العليا الكردية بالانضمام إلى المجلس المعارض، حسبما أكدت قيادات كردية سورية لفرانس برس. وتتكون الهيئة العليا الكردية المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد من المجلس الوطني الكردي الذي يشمل مجموعة أحزاب كردية سورية ومجلس الشعب لغرب كردستان الذي يضم بدوره مجموعة أحزاب. وتستضيف أربيل حاليًا محادثات بين هذه القوى تتناول أوضاع الأكراد في سوريا. وأوضح هورامي في تصريحه لفرانس برس "نحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني نهتم بالشأن السوري بسبب تواجد أكثر من مليوني كردي في سوريا". وتابع "نحن في الحزب الديمقراطي وحكومة الإقليم لن نتدخل في الشأن السوري ولن نفرض أي صيغة سياسية حول كيف يجب أن يكون وضع الأكراد في سوريا ولكن ساندنا توحيد الصف الكردي في سوريا ليكون داعمًا أساسيًا للمعارضة السورية ويكون داعمًا أساسيًا للتغيير الإيجابي في سوريا". وقد أكدت الهيئة الكردية العليا في بيان عقب انتهاء اجتماعاتها مساء الإثنين أنه "في الوقت الذي نؤكد فيه على كوننا جزءًا من الشعب السوري وثورته من أجل الحرية والكرامة، نسعى من خلال مشاركتنا السلمية والفعالة في هذه الثورة نحو سوريا ديمقراطية تعددية". وأضافت "نؤكد أن الأكراد في سوريا لا يشكلون خطرًا أو تهديدًا يمس أمن وسلامة دول الجوار ولا يهدفون إلى الانفصال أو الانقسام في صفوف مجتمعنا السوري، وأن ما حصل في بعض المناطق الكردية هو إجراء اضطراري حفاظًا على السلم الأهلي". وكانت تركيا أكدت الأحد أنها ستتخذ "جميع الإجراءات" لمنع تمركز "خلايا إرهابية" في المناطق الحدودية مع سوريا، حيث تتهم أنقرة النظام السوري بتسهيل تمركز انفصاليي حزب العمال الكردستاني. وفيما نشرت الصحافة التركية صور أعلام كردية رفعت في بلدات في شمال سوريا، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن هذه المنطقة لم تصبح بالكامل تحت سيطرة المعارضين الأكراد. وفي السياق ذاته، أكد صالح مسلم لفرانس برس أن "هناك ثلاث مدن وبعض المناطق الصغيرة في عفرين وديريك وكوباني تحت إدارة الشعب وليست إدارة حزب معين وهم يمثلون جميع الأحزاب وقد وضعوا أيديهم على جميع مؤسسات الدولة وطردوا مسؤوليها". وأضاف أن "الأكراد في غرب كردستان ليسوا معادين لتركيا ولا يخططون لشيء ضد تركيا"، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه "لا يوجد مسلح واحد تابع لحزب العمال الكردستاني (المتمرد) في سوريا كلها وغرب كردستان". كما نفى وجود اتفاقات مع النظام السوري، قائلًا "نحن عضو في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة للحكومة السورية ومعارضتنا مع معارضة هيثم المناع وعبدالعزيز الخير ولكن أسلوبنا أننا ندعو إلى ثورة سلمية وليست ثورة مسلحة". في هذا الوقت، تلقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة روسيا في نهاية شهر نوفمبر المقبل، بحسب ما أفاد بيان لرئاسة الإقليم. ويذكر أن الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد والحكومة المحلية في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي تتبنيان موقفين متناقضين من الأحداث الجارية في سوريا. وتدعو الحكومة الاتحادية في بغداد إلى حل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ مارس 2011 وترفض تسليح المعارضة، في حين تتبنى سلطات إقليم كردستان موقفًا أكثر حدة حيال النظام السوري.