بحث الزعيمان الكرديان جلال طالباني ومسعود بارزاني "مستقبل اقليم كردستان" في اجتماع ثان مع الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر في صلاح الدين قرب اربيل شمال. فيما طالبت عضو مجلس الحكم الانتقالي بنزع سلاح الميليشيات في كركوك التي أكد طالباني انها "مدينة تقع في اقليم" كردستان، مشدداً على اهمية الفيديرالية التي "ستكون مصدر قوة للعراق ومصدراً لوحدته". وأفادت صحيفة "التآخي" الناطقة باسم الحزب "الديموقراطي الكردستاني" الذي يتزعمه بارزاني ان الاجتماع تناول "الوضع الحالي في العراق والمنطقة واقليم كردستان العراق في ظل التطورات والمستجدات السياسية". واضافت ان الاجتماع شهد "مناقشات وافية للقضية السياسية الراهنة ومستقبل اقليم كردستان والمشاريع المشتركة لقيادتي الحزب الديموقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني التي تم اعدادها في الاجتماع السابق" مع سلطة التحالف. وكان المسؤولان الكرديان وبريمر اجروا محادثات في الثالث من الشهر الجاري في فندق في ضواحي اربيل على بعد 350 كيلومترا شمال بغداد تناولت "العملية السياسية في هذه المرحلة". ونقلت "التآخي" عن مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني سفين دزه يي قوله ان الاجتماع عقد في "جو ودي طرحت فيه الاراء بمنتهى الصراحة". واضاف ان مسؤولي سلطة التحالف اعربوا عن "احترامهم البالغ للآراء والخصوصيات التي يحترمها الاكراد"، مؤكدا ان هذه المسألة "تحتاج الى الكثير من العمل الدقيق والعديد من الجلسات الاخرى ... وسيبحث في التفاصيل في الايام المقبلة". وتابع ان المجتمعين أكدوا "الهوية القومية والحفاظ على الخصوصية الكردية خصوصا القضايا الاساسية التي ناضل من اجلها الشعب الكردي ولم يساوم عليها". من جهة اخرى، اكد طالباني ان "كركوك مدينة تقع في اقليم" كردستان، مشددا على اهمية الفيديرالية التي رأى انها "ستكون مصدر قوة للعراق ومصدرا لوحدته". ودعا الى تبديد المخاوف والاتفاق على مواد الدستور "بالتوافق وليس بالاغلبيات مهما كان نوعها وذلك لتأمين اقصى قدر من الاستقرار والتوافق". واتهم بعض الاطراف العراقية بأنها لم تقم بتوعية العراقيين. كما اتهم "أنصار النظام السابق" بالوقوف وراء حوادث كركوك الاسبوع الماضي، موضحا ان "مسلحين اطلقوا النار على مقرات الاتحاد الوطني الكردستاني وقوات الشرطة" في المدينة. وتشهد كركوك اضطرابات بين الاكراد من جهة والعرب والتركمان من جهة أخرى، أدت الى سقوط سبعة قتلى منذ 31 كانون الاول ديسمبر. وظهرت هذه الخلافات بين مختلف المجموعات بعد سقوط نظام صدام حسين ومطالبة الاكراد بالحاق المدينة بمحافظاتهم. وأوضح طالباني ان الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني "يواصلان مساعيهما لتأمين توحيد الادارتين الكرديتين" في شمال العراق. واضاف ان "المشاورات مع بارزاني ستستمر وهناك مقترح لتوحيد عدد من الوزارات في مرحلة مبكرة والعمل على توحيد البقية في المرحلة التالية". في بغداد، طالبت عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق صون كول جابوك مجلس الحكم بنزع سلاح الميليشيات المسلحة في كركوك وتشكيل لجنة للتحقيق في الاحداث التي شهدتها المدينة نهاية الشهر الماضي. وحضت في تقرير رفعته إلى مجلس الحكم على ضرورة نزع سلاح الشرطة وإعادة المجموعات المسلحة الذين نزحوا إلى مدينة كركوك بعد سقوط نظام الحكم في 9 نيسان ابريل الماضي والذين سكنوا في مختلف مناطق المحافظة بقوة السلاح. تجدر الاشارة إلى ان قوة الشرطة التي تشكلت في تلك المنطقة عقب سقوط النظام العراقي السابق هي من الاكراد. كما دعت إلى إعادة النظر في إعداد جهاز الشرطة والدفاع المدني وفي تعيين اكثر من عشرين مديراً في دوائر المحافظة قالت "انهم من غير أبناء المدينة". ودعت إلى "تشكيل وفد من مجلس الحكم يكون برئاستها باعتبارها تمثل المدينة للقاء المسؤولين ورؤساء العشائر وعلماء الدين لتوعية المواطنين في المدينة بضرورة الحفاظ على الامن ووحدة أبنائها". وجابوك تركمانية من مدينة كركوك. وهي واحدة من ثلاث سيدات عُين اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي الذي يتكون من 25 عضواً.