قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان "كل القضايا المتعلقة بالوضع النهائي يجب ان تكون موضع تفاوض" بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأضاف: "اتطلع الى اليوم الذي تبدأ فيه هذه المفاوضات بحيث يمكن ان ينتهي الاحتلال الاسرائيلي وتقوم دولة فلسطينية مستقلة ومسالمة". وكان بوش يتحدث امس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بعد يومين على اعلانه ما أصبح يعرف ب "وعد بوش"، الذي تدخل تحديداً في "قضايا الوضع النهائي" واعطى للجانب الاسرائيلي تعهدات مسبقة برفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين وعدم احترام حدود 1967 وتأييد الاستيطان الاسرائيلي. أمل بلير فحصر كلامه في اعتبار خطة اسرائيل للانسحاب من غزة "فرصة للفلسطينيين"، مردداً عبارة بوش نفسه. وسئل هل ان ما حدث وعد بوش يضع نهاية لحلم الفلسطينيين كما صرح شارون، قال بلير ان ما حصل "لا ينهي حلم أي طرف، بل هو فرصة للفلسطينيين الذين طالما طالبوا الاسرائيليين بالانسحاب من اراضيهم وتفكيك المستوطنات"، كما يوفر فرصة لقيام اللجنة الرباعية والاتحاد الاوروبي بلعب دور لإعادة تفعيل مفاوضات السلام. لكن بوش وبلير خصصا مؤتمرهما ومحادثاتهما للشأن العراقي، فأكدا وقوفهما معاً لتحقيق أهداف "التحالف" في العراق "بإقامة دولة ديموقراطية مستقرة ومزدهرة والعمل على نشر قيم الحرية في المنطقة ومواصلة الحرب على الارهاب". وقال بوش ان اميركا وبريطانيا "لن تتخليا عن العراق وستعملان على هزيمة اعدائه لإقامة عراق حر ومستقل ومسالم". وقال بوش "لن نتردد في مواجهة حملة التخويف والارهاب، رغم ان الايام الماضية كانت صعبة والايام الأتية ستحمل تحديات كبيرة. هناك متطرفون يسعون الى السلطة وهم لا يتمتعون بدعم غالبية العراقيين، وسيفشلون، لأن العراقيين لا يريدون ان يستبدلوا دكتاتوراً بآخر". وجدد التمسك بموعد نقل السلطة الى العراقيين، مؤكداً ان "قوات التحالف ستبقى بعدها في العراق لمساعدة العراقيين على ضمان نجاحهم في اقامة دولتهم الحرة المستقلة". ورحب الرئيس الاميركي بإقتراحات مبعوث الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي لتشكيل حكومة عراقية انتقالية تتسلم السلطة من الادارة المدنية الاميركية. من جهة اخرى قال بوش ان بلاده "ستفعل كل ما يمكن لحل النزاع بين اسرائيل وفلسطين" مشيداً "بإلتزام رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الانسحاب من غزة واجزاء من الضفة الغربية وتفكيك مستوطنات يهودية في الاراضي الفلسطينية." واعتبر ان الخطة "توفر فرصة لتشكيل حكومة فلسطينية اصلاحية وعادلة وحرة تعمل على اقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل". ودعا الفلسطينيين الى ان "يرتقوا الى مستوى التحديات بحسب خريطة الطريق"، مشيراً الى ان "قضايا الوضع النهائي ستكون خاضعة للتفاوض بين الطرفين، لجهة انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولة فلسطينية مسالمة". وقال بلير ان المشروع الذي يتصدى له البلدان في العراق هو تحويله الى "دولة يتمتع فيها العراقيون بحقوق الانسان والحريات المدنية وحكم القانون ... وسنحقق المهمة ونضمن للعراقيين ان شجاعتهم وتضحياتهم لن تذهب سدى". وأشار الى ان واشنطن ولندن تعملان لإصدار قرار لمجلس الامن يضع آليات نقل السلطة ويدعم برنامج اعادة الاعمار والاصلاح الديموقراطي في العراق. ورداً على سؤال عن موقفه من خطة شارون لفك الارتباط، قال بلير ان انسحاب اسرائيل من قطاع غزة واجزاء من الضفة الغربية "يوفر فرصة لمساعدة السلطة الفلسطينية على اتخاذ خطوات امنية وسياسية واقتصادية لتحويل مفهوم الدولة الفلسطينية الى حقيقة من خلال تنفيد خريطة الطريق." واعتبر ان ما حدث "يعيدنا الى مسار خريطة الطريق، وليس العكس، خصوصاً انه ليس هناك من يستبق الوضع النهائي". بوابة خلفية من جهة اخرى، أعلن السفير الأميركي جون نغروبونتي ان بلاده طلبت من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة المساهمة بقوة موازية "للقوات المتعددة الجنسية" تنحصر مهماتها في تأمين الحماية لموظفي ومنشآت الأممالمتحدة في العراق، لكنه أضاف ان القوة الجديدة ستعمل "كجزء من قوات التحالف" الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق. وتوجه نغروبونتي إلى الدول من منبر مجلس الأمن لحضها على "المساهمة في مستقبل العراق بتوفير قوات تقوم بمهمات الدعم الأمني لدور الأممالمتحدة الأساسي". وقال: "على الدول الاتصال بوفدي بأسرع ما يمكن". وبدت الفكرة للبعض كأنها بوابة خلفية للمشاركة في "التحالف" من خلال ترغيبها بحماية عودة الأممالمتحدة في العراق. ولفت نغروبونتي في تصريحاته إلى الصحافة بعد جلسة مجلس الأمن، الى إن القوة الجديدة ستكون "تحت قيادة التحالف" لكن "سيكون لها بعد مميز". وزاد أن حجم هذه القوة يعتمد على حجم الوجود المقبل للأمم المتحدة في العراق.