تعهّدت سونيا غاندي التي اقتربت خطوة أخرى من رئاسة الحكومة الهندية بعد إعلان انتخابها رئيسة للكتلة البرلمانية لحزب "المؤتمر" الذي تتزعمه بالعمل الدؤوب من أجل "مستقبل مشرق" للهند. وقوبلت غاندي 57 عاماً لدى دخولها القاعة الرئيسية للبرلمان باستقبال حافل. وقالت وريثة أشهر سلالات الهند السياسية في كلمتها إن "حكم الشعب مسؤولية كبرى وينبغي أن نتذكر توقعاتهم منا دائماً"، مشيرةً إلى أن حكومتها "ستركّز على احتياجات المرأة والفلاحين والطبقة الكادحة والعمال". وأضافت: "واجهنا تحديات كثيرة قبل أن نصل إلى هذه المرحلة. وفعلنا ذلك بفضل عملنا بروح الفريق وينبغي ألا نكتفي بفوزنا بل علينا أن نستمر في العمل معاً ومع حلفائنا". وقال زعماء حزب المؤتمر إن اجتماع أمس كان رسمياً وإن غاندي ينبغي أن تتولى رئاسة حكومة أكبر ديموقراطيات العالم باعتبار أن الحزب فاز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان. وكان مانموهان سينغ أحد أكبر مسؤولي الحزب أعلن انتخاب أرملة رئيس الوزراء السابق راجيف غاندي رئيسة للكتلة البرلمانية للحزب. وقال إن أياً من قياديي الحزب الآخرين لم يرشح نفسه "وبالتالي أعلن انتخاب سونيا غاندي بالإجماع رئيسة للكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر". وأخذ نواب حزب المؤتمر ممن انتخبوا حديثاً يدقّون الطاولات في القاعة المركزية بالبرلمان عند إعلان انتخابها. مشاركة الشيوعيين وجاء ذلك في وقت يبحث الشيوعيون في ما اذا كانوا سينضمون للحكومة الجديدة. وستحتاج الاحزاب اليسارية التي تحتفظ باكثر من 60 مقعدا من اجمالي مقاعد البرلمان المؤلف من 545 مقعدا والتي تدعم تولي غاندي رئاسة الحكومة الى ثلاثة ايام لتقرير ما اذ كانت ستنضم الى الحكومة الجديدة او انها ستدعمها من خارج الائتلاف الرسمي. وستقوم تلك الاحزاب ايضا بوضع التفاصيل النهائية للسياسات الاقتصادية التي تود ان تتبناها الحكومة الجديدة. واقصت غاندي القوميين الهندوس قبل ايام بعدما انزلت بهم هزيمة مذهلة، الا انها لم تتمكن من تحقيق غالبية كبيرة تجعلها في غنى عن الاستعانة بشركاء لحكم البلاد. واثارت حصة الاحزاب اليسارية التي يقودها الحزب الشيوعي الهندي التي تزيد على 30 مقعدا قلق الاسواق بشان مستقبل سياسات الخصخصة والاصلاحات الاقتصادية الاخرى في ثالث اضخم اقتصاد اسيوي. وتراجعت اسعار الاسهم وقيمة الروبية الى ادنى مستوى خلال اشهر أول من أمس بعد تصريحات مثيرة للقلق ادلى بها الزعماء الشيوعيون. الا ان غاندي تعهدت مواصلة الاصلاحات.