امضى وزراء الخارجية العرب الكثير من الوقت امس للانتهاء من الجلسة الختامية التي كدسوا فيها كل القضايا المثيرة للخلاف حول الرؤية العربية للاصلاح والتي كانت سبباً في نسف قمة تونس ومشاريع إعادة هيكلة الجامعة. وعلى رغم ذلك، اعيد فتح مشاريع القرارات التي انجزت في اليومين السابقين، مثل قراري فلسطينوالعراق، وشهدت الجلسة الختامية - حسب مصادر مطلعة - خلافاً سورياً - اردنياً حول تضمين مشروع القرار الفلسطيني، اشارة الى رسالة التطمنيات التي تلقاها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني من الرئيس الاميركي جورج بوش بخصوص عدم فرض حلول على المسار الفلسطيني من خارج طاولة التفاوض، كما ثار خلاف على القرار العراقي لخلوه من اشادة بالمقاومة العراقية، إلا أن القرار العراقي دان بشدة الانتهاكات الاميركية بحق سجناء العراقيين ودعا الى دور كامل للامم المتحدة في العراق. أما اكثر الوقت فقد صرف على صياغة وادخال تعديلات على مشروع خماسي مغاربي حول الرؤية العربية للاصلاح وهي الرسالة الموجهة للعالم الخارجي رداً على مبادرات الاصلاح الاميركية والاوروبية. وكشف وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم عن توافق سياسي عربي حول هذا المشروع وقال: "تم الاتفاق على وثيقة حول الاصلاح السياسي وهي وثيقة مهمة ستصدر في شكل بيان سيعرض على القمة". واوضح أن هناك فرقاً بين وثيقة العهد راجع نصها الذي حصلت عليه "الحياة" في ص 15 ووثيقة اصلاح العالم العربي "اذ انتهينا امس من وثيقة العهد واليوم هناك وثيقة اخرى هي بيان اصلاح العالم العربي وتوصلنا الى توافق حول صياغة نهائية لمشروع البيان حول الاصلاح السياسي في العالم العربي". وقال إن أهم ملامح مشروع البيان تؤكد ضرورة تطوير منظومة الحكم العربية كذلك المجتمع المدني في مجال تعميق ممارسة الديموقراطية وفي مجال استقلال القضاة والحريات وحقوق الانسان ومكانة المرأة و"كلها ستصدر في بيان سيقدم للقمة". ورداً على سؤال هل يختلف هذا البيان عن المشروع الشرق الاوسطي المقدم من واشنطن قال إن الرؤية الاميركية طرح يتعلق بالشرق الاوسط الكبير لكن هذا المشروع ينبع من قناعات عربية ونأخذ في الاعتبار الخصوصية الثقافية والدينية لمجموعتنا العربية. مرونة تونسية وبدت تونس مرنة ازاء اقتراحات بتعديلات على الصياغة المغاربية وذلك من أجل تمرير عقد القمة في الموعد المتفق عليه وهو 22 و23 آيار مايو المقبل. وقالت مصادر في الجامعة ل"الحياة" إن اجتماعاً تشاورياً لوزراء الخارجية سيلتئم في 20 آيار مايو عشية القمة. واشارت المصادر الى أن الاجتماع الذي اختتم في القاهرة امس هو التحضيري للقمة، واوضحت ان الوزراء راجعوا بنود جدول اعمال القمة، واكدت أن وزير خارجية تونس عرض ملامح مشروع "اعلان تونس" المنتظر صدوره عن القمة، في الوقت الذي اقر فيه الوزراء "وثيقة العهد" كما كانت ستعرض في القمة المؤجلة من دون تعديل يذكر. القرار الفلسطيني ويدعو القرار الفلسطيني المقرر عرضه على قمة تونس الرئيس جورج بوش الى الوفاء بتعهداته حول اقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار والحياة بجانب اسرائيل والالتزام بمرجعيات عملية السلام المتمثلة في قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة ومبدأي الارض مقابل السلام وعدم جواز اكتساب الاراضي بالقوة واعتبار ان كل ما يتصل بالوضع النهائي يتم التفاوض عليه بين الطرفين. واكد مشروع القرار أنه "لا يحق لأي جهة اياً كانت أن تجري أي تعديل على أي من المرجعيات التي قامت عليها العملية السلمية لغايات التنصل من التزاماتها أو التراجع عما وقعت عليه من اتفاقات". كما أكد مشروع القرار أن القادة "يدينون جميع العمليات العسكرية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية والاراضي العربية والعمليات التي تستهدف المدنيين من دون تمييز وكذلك العمليات التي تستهدف القيادات الفلسطينية والتي لا تخلف الا العنف والعنف المضاد" في اشارة الى اغتيالات القيادات الفلسطينية.